كشفت وثائق ومناقصات وتقارير بحثية أنّ بكين تسارِع في دمج نموذج الذكاء الاصطناعي “ديب سيك” في منظوماتها الدفاعية. من مركبات أرضية قادرة على العمل المستقل إلى كلاب روبوتية وأسراب طائرات مسيرة ذكية، يظهر الاعتماد المتزايد على هذه النماذج كجزء من استراتيجية الصين لتحقيق “السيادة الخوارزمية” وتقليص الاعتماد على التقنيات الغربية.
مركبات قتالية أرضية ذاتية القيادة: ظهور Norinco P60
أعلنت شركة نورينكو في فبراير عن مركبة قتالية مسلحة — P60 — قادرة على تنفيذ مهام دعم قتالي بسرعة تصل إلى 50 كلم/س وباستخدام نظام “ديب سيك”. رحّب مسؤولو الحزب بهذه المبادرة كدليل مبكّر على قدرة الصين على توظيف نماذج الذكاء الاصطناعي لتضييق الفجوة مع الولايات المتحدة في سباق التسلّح.
الاعتماد على نماذج تجارية ومحلية: ديب سيك في عقود ومناقصات الجيش
تُظهر سجلات المشتريات ومناقصات مؤسسات مرتبطة بالجيش تزايد إشاراتها إلى “ديب سيك” طوال 2025، بينما تظهر علامات أقل لشركات منافسة محلية كـ”كيوين”. هذا التوجه يعكس سعيًا واعيًا نحو منصة معيارية ومُسيطر عليها محليًا.
تحديات سلسلة التوريد والرقائق: التعامل مع قيود التصدير
تكشف الوثائق عن استمرار البحث عن رقائق متقدمة من جهات مثل إنفيديا رغم قيود التصدير الأميركية التي فُرضت منذ 2022، ما يثير تساؤلات حول مصادر الأجهزة وكيفية تجاوز القيود عبر التخزين أو بدائل محلية.
أسراب الطائرات المسيرة والقدرات الذاتية: من التتبع إلى الاستهداف
تشير براءات الاختراع ومشروعات الجامعات إلى تطور في قدرات الطائرات المسيرة على التعرف على الأهداف، التعاون ضمن تشكيلات (سوارم) واتخاذ قرارات تشغيلية ذات تدخل بشري محدود، مع تركيز خاص على التهديدات الصغيرة والبطيئة.
كلاب روبوتية ومهام الاستطلاع والهندسة القتالية
نشرت مناقصات لعام 2024 مواصفات لكلاب روبوتية ذكية تستكشف ساحة المعركة معًا، تكشف التهديدات، وتُجري مهام إزالة متفجرات — نموذجٌ يذكّر بمفاهيم سينمائية لكنه يظهر نية للتطبيق العملي على الأرض.
تسريع التخطيط العملياتي والتحليل بسرعة فائقة
أبحاث جامعية وشركات تروّج لقدرات نماذج مدعومة بـ”ديب سيك” لتحليل مئات أو آلاف السيناريوهات القتالية في ثوانٍ، ما يقلص الزمن اللازم لصنع القرار من أيام إلى دقائق — وهو تحول يُغيّر ديناميكيات التخطيط العسكري.
الأسلحة ذاتية التشغيل ومعايير النزاع الأخلاقي
تُظهر الاتجاهات استثمارات متزايدة في تقنيات قادرة على التنفيذ الذاتي جزئيًا؛ ما يثير قضايا قانونية وأخلاقية حول حدود استخدام القوة، دور الإنسان في حلقة السيطرة، ومسؤولية القرارات القتالية.
الخلاصة — استراتيجية بكين: السيطرة التكنولوجية وتقليل الاعتماد الخارجي
تعكس الأدلة أن هدف الصين هو بناء منظومة عسكرية ذكية ومترابطة تعتمد على نماذج محلية قوية تُقلّل الاعتماد على تقنيات أجنبية وتسرّع من وتيرة الابتكار العسكري، مع استمرار تحديات تتعلق بالرقائق، الشفافية، والمخاطر الأخلاقية والقانونية المرتبطة بأنظمة ذاتية أو شبه ذاتية.




