في مشهد الكوارث، حيث الفوضى والدمار يسيطران على الشوارع، بات بإمكان فرق الإنقاذ اليوم الاعتماد على أداة ذكاء اصطناعي قادرة على تحويل صور الطائرات المسيّرة إلى خرائط دقيقة للأضرار ومسارات آمنة خلال دقائق معدودة، مما يسرّع الاستجابة ويحمي الأرواح.
من الخيال العلمي إلى الواقع
طور فريق جامعة تكساس إي آند إم أداة أطلق عليها اسم «CLARKE»، وهي أول نظام يقدّر تقييم الأضرار الهيكلية عبر أحياء كاملة بسرعة قياسية. في الاختبارات، استطاع تقييم حالة 2000 منزل خلال سبع دقائق فقط، مع تحديد الطرق القابلة للمرور والمقطوعة.
رسم خرائط شاملة وقابلة للتنفيذ
لا يقتصر دور «CLارك» على مجرد الإشارة إلى المنازل المتضررة، بل يحوّل اللقطات الجوية إلى خرائط مشروحة وجداول بيانات تحتوي على العناوين، مستوى الضرر، وتوصيات المسارات الأكثر أماناً، ما يمكّن فرق الإنقاذ من العمل بكفاءة عالية ودون تضييع وقت.
تعلّم من كوارث سابقة
تدرّب النظام على بيانات لأكثر من 21 ألف منزل تضررت في 10 كوارث كبرى، بما في ذلك أعاصير «هارفي» و«إيان»، مما مكّنه من التعرّف على أنماط الأضرار الناتجة عن الفيضانات والرياح والحرائق، وجعله مرناً للتكيف مع أنواع مختلفة من الكوارث.
تمكين فرق الطوارئ
تم تنظيم تدريب موسع في جامعة ولاية فلوريدا لتعريف الفرق بـ«CLARKE»، وحضره نحو 100 مشارك من قادة وحدات الإنقاذ ومديري الوكالات. وقد أظهرت التجارب أن النظام يمنح الفرق القدرة على تسيير الطائرات المسيّرة وفهم الأضرار على الفور دون انتظار تقارير خارجية.
تحسينات مستمرة وأثر عالمي
بدأ تطوير «CLARKE» عام 2022 ولا يزال الفريق يعمل على تحسينه بالتعاون مع مكاتب الطوارئ ومعاهد الذكاء الاصطناعي، بهدف زيادة سرعة التقييم، وتسهيل الوصول للمناطق الريفية، وتقديم تقييمات قابلة للتنفيذ بدلًا من البيانات الخام، مع التكيف مع مختلف أنواع الكوارث.
في أوقات الكوارث، الوقت يعادل الأرواح، و«CLARKE» يقدم مثالاً حيًا على كيف يمكن للتكنولوجيا تسريع الاستجابة الإنسانية وحماية المجتمعات من خلال الذكاء الاصطناعي والتحليل الفوري للبيانات الجوية.




