في الوقت الذي تأمل فيه شركة “ميتا”، التي تبلغ قيمتها تريليون دولار، في إحداث ثورة بتكنولوجيا الإعلانات، قد يكون استخدامها للذكاء الاصطناعي قد جلب لها المتاعب.
فقد تلقى مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لـ”ميتا”، خطابا أرسلته مجموعة من المشرعين من الحزبين الكبيرين في الكونجرس الأمريكي، بقيادة النائب الجمهوري تيم والبيرغ من ميشيغان والنائبة الديمقراطية كاثي كاستور من فلوريدا، يطالبونه بالإجابة على أسئلة حول خدمات الإعلانات الخاصة بشركته.
يأتي هذا الخطاب في ضوء تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” في مارس الماضي، كشف عن تحقيق المدعين الفيدراليين في دور الشركة في بيع “المخدرات” بشكل غير قانوني على منصاتها.
ميتا في مأزق قانوني
وقال الخطاب: “يبدو أن ميتا استمرت في التهرب من مسؤوليتها الاجتماعية وتحدي مبادئها التوجيهية المجتمعية”، وأضاف “حماية المستخدمين عبر الإنترنت، وخاصة الأطفال والمراهقين، هي من أولوياتنا القصوى. نحن نشعر بالقلق المستمر من أن “ميتا” ليست على قدر المسؤولية ويجب معالجة هذا الإهمال في الواجب.
وبحسب الموقع الإلكتروني لشبكة CNBC الأمريكية، فقد واجه زوكربيرغ بالفعل أعضاء مجلس الشيوخ الذين استجوبوه حول التدابير الأمنية للأطفال الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لشركته، وذلك خلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ، واعتذر زوكربيرغ حينها للعائلات التي شعرت بأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أضر بأطفالها.
اقرأ أيضا: لماذا يشعر فنانو ألعاب الفيديو بالقلق من تفوق الذكاء الاصطناعي؟
وفي يوليو الماضي، أبلغ مشروع الشفافية التكنولوجية، وهو مجموعة رقابية غير ربحية، أن “ميتا” استمرت في جني الأموال من مئات الإعلانات التي تروج لبيع المخدرات غير القانونية أو الترفيهية، بما في ذلك الكوكايين والأفيونيات، التي تحظرها “ميتا” في سياستها المتعلقة بالإعلانات.
وكتبت المجموعة الرقابية: “لم تخف العديد من الإعلانات نواياها، حيث أظهرت صورًا لزجاجات أدوية وصفية وأكوام من الحبوب والمساحيق أو قطع من الكوكايين، وشجعت المستخدمين على تقديم الطلبات”.
ميتا تبرر الخطأ
وقال متحدث باسم ميتا لموقع “بيزنس إنسايدر”، مُجددًا بيانًا تمت مشاركته مع وول ستريت جورنال: “أنظمتنا مصممة لاكتشاف المحتوى المخالف وتنفيذ الإجراءات ضده بشكل استباقي، ونحن نرفض مئات الآلاف من الإعلانات لانتهاكها سياساتنا المتعلقة بالمخدرات”.
اقرأ أيضا: ما سبب تأخر جوجل في سباق AI؟.. رئيسها السابق يجيب
وأضاف: “نواصل استثمار الموارد وتحسين إنفاذنا على هذا النوع من المحتوى، قلوبنا مع أولئك الذين يعانون من العواقب المأساوية لهذا الوباء، ويتطلب الأمر منا جميعًا العمل معًا لوقفه.”
وكان زوكربيرغ استعرض سابقا، رؤيته بشأن خدمات الإعلانات القيمة للشركة بعد تعزيزها بشكل أكبر بالذكاء الاصطناعي، قائلا: في السنوات القادمة، سيكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على إنشاء محتوى إبداعي للمعلنين وسيكون أيضًا قادرًا على تخصيصه وفقًا لما يراه الناس، وفق تعبيره.