“ميتا” تؤكد ثقة متزايدة في مستقبل الذكاء الاصطناعي
دافع مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا” (Meta)، بقوة عن قرار الشركة ضخ استثمارات هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي (AI)، مؤكدًا أن هذه النفقات الضخمة بدأت بالفعل تؤتي ثمارها. وشدد زوكربيرغ على أن الاستراتيجية طويلة الأمد للشركة، التي تركز على بناء قدرات حوسبة فائقة، ستكون مربحة للغاية، مشيراً إلى أن العوائد الملموسة بدأت تظهر في الأعمال الأساسية لـ”ميتا” مثل الإعلانات وأنظمة التوصية.
استثمار 14.3 مليار دولار في “Superintelligence Labs”
كشف زوكربيرغ أن “ميتا” أنفقت هذا العام نحو 14.3 مليار دولار لتطوير وحدتها الجديدة للذكاء الاصطناعي التي تحمل اسم “Superintelligence Labs”. يأتي هذا الإنفاق في إطار عملية إعادة هيكلة كبرى تهدف إلى تعزيز قدرات الشركة في تصميم وبناء نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة للغاية.
وأشار تقرير صادر عن “سي إن بي سي” إلى أن “ميتا” لاحظت نمطًا متزايدًا يفرض عليها حاجتها إلى طاقة حوسبة أكبر بكثير مما كان متوقعًا في خططها الأولية. وفي هذا السياق، أكد زوكربيرغ أن تجاوز حجم الإنفاق المتوقع هو خطوة محسوبة وستكون لها عوائد إيجابية ضخمة على المدى الطويل.
استراتيجية “ميتا” طويلة الأجل: الربحية من الطاقة الفائضة
في معرض دفاعه عن الاستثمارات الرأسمالية المتزايدة، أوضح الرئيس التنفيذي لـ”ميتا” أن هذا الإنفاق يمثل “خطوة مربحة جدًا على المدى الزمني الطويل”. وحتى في حال وجود طاقة حوسبية فائضة مؤقتًا، أشار زوكربيرغ إلى أن الشركة يمكنها توجيه هذه القدرات لتحسين منتجاتها الأساسية.
يتمثل الهدف الرئيسي لاستخدام القدرات الفائضة في:
- تحسين أنظمة التوصية: ما يؤدي إلى زيادة تفاعل المستخدمين.
- رفع كفاءة الإعلانات: لضمان استهداف أفضل وزيادة إيرادات الشركة.
“ميتا” لم تكتفِ بالإنفاق الداخلي، بل استثمرت أيضًا في بناء مراكز بيانات ضخمة وعقدت اتفاقيات حوسبة سحابية مع شركات عملاقة مثل “أوراكل” و”غوغل” و”كور ويف” لضمان توافر البنية التحتية اللازمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة المستقبلية.
مقارنة إنفاق “ميتا” مع المنافسين الكبار
شهدت توقعات النفقات الرأسمالية لـ”ميتا” ارتفاعًا ملحوظًا، حيث رفعت الشركة توقعاتها السنوية لتتراوح الآن بين 70 و 72 مليار دولار، مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت تتراوح بين 66 و 72 مليار دولار.
ويأتي هذا التصعيد في الإنفاق في ظل موجة استثمار واسعة في القطاع التقني:
- ألفابت (Google): رفعت إنفاقها المتوقع إلى ما بين 91 و 93 مليار دولار.
- مايكروسوفت (Microsoft): أعلنت توقعها تسارع نمو الإنفاق في عام 2026.
على الرغم من الثقة المعلنة من زوكربيرغ، تراجعت أسهم “ميتا” بنحو 8% بعد إعلان النتائج، في حين ارتفعت أسهم “ألفابت” بنسبة 6%، وهبطت أسهم “مايكروسوفت” بأكثر من 3%.
نمو الإعلانات يؤكد صحة المسار التقني
على صعيد الأداء التشغيلي، واصلت إعلانات “ميتا” تحقيق نمو قوي، حيث ارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 26% لتصل إلى 51.24 مليار دولار في الربع الثالث، متجاوزة بذلك توقعات المحللين التي كانت تبلغ 49.41 مليار دولار. ويمثل هذا أعلى معدل نمو فصلي تحققه الشركة منذ مطلع عام 2024.
اختتم زوكربيرغ تصريحاته بالتأكيد على أن “رؤية العائدات بالفعل في أعمالنا الأساسية تمنحنا ثقة كبيرة في أننا نسير في الاتجاه الصحيح نحو مستقبل تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي.” وبذلك، تؤكد “ميتا” أن استراتيجية الإنفاق العدواني على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي هي أساس نجاحها واستمرار نموها المستقبلي.




