في منشور له على مدونته الشخصية، كشف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، عن تطلعاته المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي. مع اقتراب تحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، الذي بدأ المشروع الخاص به منذ تسع سنوات، يرى ألتمان أن المرحلة التالية هي الوصول إلى “الذكاء الفائق”، وهو هدف بعيد المدى من شأنه أن يحدث ثورة في مجالات الاكتشاف العلمي والابتكار.
الذكاء الفائق: ما بعد الذكاء الاصطناعي العام
يرى ألتمان أن الذكاء الفائق سيحقق إمكانات تتجاوز قدرة البشر الذاتية في تسريع الاكتشافات العلمية. وفي منشوره، أكد أن “أدوات الذكاء الفائق” ستساعد في دفع التقدم بشكل غير مسبوق، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي سيغير بالكامل الإنتاجية في الأعمال والصناعات في السنوات المقبلة.
تحديات الذكاء الاصطناعي
على الرغم من التفاؤل الكبير الذي أبداه ألتمان، إلا أنه اعترف بوجود تحديات هامة، مثل الأخطاء الواضحة والهلوسة التي قد تصاحب الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى التكلفة الضخمة المرتبطة بتطوير هذه التقنيات. لكنه أبدى ثقته في قدرة الشركة على التغلب على هذه الصعوبات سريعًا، مؤكدًا أنه “إذا كان هناك شيء تعلمناه من الذكاء الاصطناعي، فهو أن الخطوط الزمنية يمكن أن تتغير”.
رؤية مستقبلية لعام 2025
يشير ألتمان إلى أن في عام 2025 قد يبدأ الذكاء الاصطناعي في الانضمام إلى القوى العاملة بشكل أكثر تكاملًا، مما سيسهم في تحسين الإنتاجية وتحقيق نتائج مبهرة في مختلف الصناعات. ويعتقد أن الأدوات الذكية ستكون قادرة على أداء المهام بشكل مستقل، مما يؤدي إلى تحولات كبيرة في العديد من القطاعات.
خلافات داخل “أوبن إيه آي” والتحديات التنظيمية
على الرغم من هذه الطموحات، واجهت “أوبن إيه آي” تحديات داخلية، حيث تم إقالة الفريق المسؤول عن سلامة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالسلامة في الذكاء الفائق. وقد أسفرت هذه التغييرات عن مغادرة العديد من الباحثين الذين كانوا يركزون على ضمان الأمان في هذه التكنولوجيا. وتخضع الشركة حاليًا لإعادة هيكلة مؤسسية تهدف إلى تعزيز جاذبيتها للمستثمرين الخارجيين.
التركيز على الأمان والتحديات المستقبلية
عند سؤاله عن الانتقادات التي تفيد بعدم تركيز “أوبن إيه آي” بما فيه الكفاية على الأمان، رد ألتمان قائلًا: “أود أن أشير إلى سجلنا الحافل”، مؤكدًا أن الشركة ملتزمة بالسلامة في كافة مشاريعها.
في الختام، يظل ألتمان متفائلًا بشأن المستقبل، حيث يعتقد أن “أوبن إيه آي” ستظل في طليعة الشركات التي تسعى لتحقيق أكبر فائدة للبشرية بأقل ضرر ممكن، مشيرًا إلى أن التحول من الذكاء الاصطناعي إلى الذكاء الفائق يعد خطوة غير مسبوقة قد تغير العالم بشكل جذري.