“Mechanize” تسعى لاستبدال البشر بالكامل في سوق العمل
أشعلت شركة “Mechanize” الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي موجة من الجدل منذ انطلاقها الأسبوع الماضي في وادي السيليكون، وذلك بسبب إعلانها عن مهمة طموحة ومثيرة للقلق في الوقت نفسه، تتمثل في الأتمتة الكاملة لجميع الأعمال والأنشطة الاقتصادية.
مؤسسها يضع هدفًا غير مسبوق: لا حاجة للبشر
أسّس الشركة الباحث المعروف في الذكاء الاصطناعي تاماي بيسير أوغلو، الذي صرّح بأن هدف “Mechanize” هو استبدال كل عامل بشري بوكيل ذكاء اصطناعي. وبحسب تقرير نشره موقع “TechCrunch”، فإن الشركة تهدف إلى إنشاء بيئات رقمية وتوفير البيانات والتقييمات التي تتيح أتمتة أي وظيفة مكتبية ممكنة.
السوق المستهدف؟ إجمالي الأجور البشرية
لم يكتفِ بيسير أوغلو بذلك، بل ذهب إلى حد احتساب إجمالي السوق المستهدفة لشركته بجمع كافة الأجور التي يحصل عليها العاملون حاليًا، ما يعني أن “Mechanize” تنظر إلى سوق العمل البشري كفرصة تجارية ضخمة يمكن استبدالها بالكامل بالذكاء الاصطناعي.
ردود فعل غاضبة عبر الإنترنت
فور الإعلان عن الشركة، انهالت الانتقادات عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث وصف كثيرون المشروع بأنه تهديد مباشر للبشر، وليس مجرد تقدم تقني. أحد المستخدمين علّق قائلًا: “أتمتة معظم الأعمال البشرية تُعد بالفعل جائزة ضخمة للشركات، ولهذا السبب فإن العديد من أكبر الشركات تسعى إليها. لكني أعتقد أنها ستكون خسارة كبيرة لمعظم البشر”.
تركيز مبدئي على الوظائف المكتبية
رغم الجدل، أوضح بيسير أوغلو أن تركيز “Mechanize” في الوقت الحالي منصبّ على الأتمتة في الوظائف المكتبية، وليس الوظائف اليدوية التي تتطلب روبوتات أو بنية تحتية مادية متقدمة.
مخاوف من التأثير على سوق العمل العالمي
تأتي هذه الخطوة في وقت توقعت فيه الأمم المتحدة أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على 40% من الوظائف حول العالم، ما يعزز المخاوف من فقدان الملايين لوظائفهم مع ازدياد اعتماد الشركات على أنظمة الذكاء الاصطناعي.
هل تنجح الشركة؟ أم تسير نحو مواجهة اجتماعية؟
يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح “Mechanize” في تحقيق رؤيتها التقنية الراديكالية؟ أم أنها ستصطدم بعوائق اجتماعية واقتصادية وسياسية ضخمة؟
الجدل لا يزال مستمرًا، وقد يكون مستقبل سوق العمل على المحك.