تعتبر شركة “Mistral AI” الناشئة الفرنسية، التي تقف وراء مساعد الذكاء الاصطناعي “Le Chat”، واحدة من أبرز الشركات الأوروبية التي تسعى لمنافسة “OpenAI”، رغم أن حصتها في السوق العالمية لا تزال محدودة مقارنة بالعمالقة الأميركيين.
دعم رئاسي واهتمام متزايد
حظيت الشركة بدعم مباشر من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي شجع المواطنين على استخدام “Le Chat” بدلاً من “ChatGPT” من “OpenAI”. جاء ذلك خلال حديثه في قمة الذكاء الاصطناعي في باريس، ما يعكس دعم الحكومة الفرنسية لتعزيز مكانة البلاد في سباق الذكاء الاصطناعي عالميًا.
تمويل ضخم وتوسع سريع
تأسست “Mistral AI” في عام 2023، واستطاعت منذ ذلك الحين جذب تمويلات ضخمة، حيث جمعت حوالي مليار يورو (1.04 مليار دولار)، وبلغت قيمتها السوقية 6 مليارات دولار. كما عقدت شراكات استراتيجية مع شركات مثل مايكروسوفت، التي استثمرت فيها 15 مليون يورو، بالإضافة إلى تعاونها مع وكالة الأنباء الفرنسية والجيش الفرنسي.
نجاح “Le Chat” في فرنسا
أطلقت الشركة تطبيق “Le Chat” كمنافس لـ “ChatGPT”، وحقق مليون عملية تنزيل في أسبوعين فقط، متصدرًا قائمة التطبيقات المجانية على متجر iOS في فرنسا. وفي فبراير 2025، طرحت “Le Chat Pro” باشتراك شهري قدره 14.99 دولارًا، في خطوة تهدف لتعزيز إيراداتها.
نماذج الذكاء الاصطناعي والاستراتيجية المستقبلية
لا تقدم “Mistral AI” كل نماذجها بشكل مفتوح المصدر، بل تعتمد على مزيج من النماذج المجانية والمدفوعة. على سبيل المثال، طورت نموذج “Mistral NeMo” بالتعاون مع إنفيديا، وتم فتح مصدره في يوليو 2024.
وتحقق الشركة عائداتها من خلال واجهات برمجة التطبيقات (APIs)، وتراخيص النماذج، والشراكات الاستراتيجية، حيث توفر نماذجها عبر منصة Azure السحابية من مايكروسوفت.
هل تستطيع “Mistral AI” منافسة “OpenAI”؟
رغم النمو السريع لـ “Mistral AI”، إلا أنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة أمام “OpenAI”، التي تتمتع بتفوق واضح في السوق العالمي. لكن دعم الحكومة الفرنسية، ونجاح “Le Chat” محليًا، قد يمنح الشركة فرصة قوية للتمدد في أوروبا والعالم خلال السنوات القادمة.




