صحيفة إيطالية تصدر عددًا كاملاً بواسطة الذكاء الاصطناعي في تجربة غير مسبوقة

في خطوة غير مسبوقة عالميًا، أعلنت صحيفة “إيل فوليو” الإيطالية عن إصدار عدد كامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، في تجربة تستمر لمدة شهر، وتهدف إلى “إنعاش الصحافة وليس قتلها”، وفقًا لما صرّح به مدير الصحيفة.

إصدار ثوري يعكس التحولات السريعة في الإعلام

تُعدّ “إيل فوليو” واحدة من الصحف الجريئة في إيطاليا، حيث تصدر نحو 29 ألف نسخة يوميًا. ومن خلال هذه التجربة، أصبحت أول صحيفة تعتمد بالكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء محتواها اليومي، ما يعكس التحولات السريعة التي يشهدها قطاع الإعلام عالميًا.

تفاصيل التجربة: محتوى متنوع بلمسة الذكاء الاصطناعي

يتكوّن كل عدد من أربع صفحات تحتوي على 22 مقالًا تغطي مواضيع متنوعة، من السياسة إلى الشؤون المالية، بالإضافة إلى ثلاث مقالات رأي. وتتم العملية عبر توجيه صحافيي “إيل فوليو”، البالغ عددهم نحو 20، طلبات محددة إلى روبوت المحادثة “تشات جي بي تي” التابع لشركة “أوبن إيه آي”، ليكتب المقالات بناءً على معلومات يجمعها من الإنترنت، مع ضبط نبرة الكتابة حسب توجيهات هيئة التحرير.

مدير الصحيفة: الذكاء الاصطناعي فرصة وليس تهديدًا

أوضح مدير الصحيفة، كلاوديو تشيرازا، أن الهدف من التجربة هو اختبار إمكانيات الذكاء الاصطناعي ومعرفة حدوده وفرصه، إضافة إلى إثارة نقاش واسع حول مستقبل الصحافة. وقال: “يجب ألا نخشى هذا التطور، بل علينا استغلاله لتعزيز الإبداع البشري في العمل الصحفي”.

وأضاف أن عملية التحرير لا تزال قائمة، حيث يُناقش الفريق المواضيع المختارة ويقرر أي منها ستتم معالجته بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع تحديد الأسلوب المناسب، سواء كان ساخرًا أو تحليليًا أو استفزازيًا.

أداء فاق التوقعات لكن الصحافيين يظلون ضروريين

من بين المقالات التي كتبها الذكاء الاصطناعي هذا الأسبوع، تحليل لخطابات رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، ومقال افتتاحي عن الاتصال الهاتفي بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، ومقال عن الموضة.

وأشار تشيرازا إلى أن أداء الذكاء الاصطناعي جاء أفضل من المتوقع، لكنه شدد على أن وجود الصحافيين البشر يظل ضروريًا، لأن مقالاتهم تحتوي على لمسات إبداعية وروابط غير متوقعة لا يمتلكها الذكاء الاصطناعي.

مستقبل الصحافة بين الذكاء الاصطناعي والبشر

تأتي هذه الخطوة في وقت يتزايد فيه استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، بما في ذلك الإعلام، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الصحافة التقليدية ودور الصحافيين في ظل هذا التطور التكنولوجي السريع.

شارك هذا الخبر
يوسف إبراهيم
يوسف إبراهيم
المقالات: 883

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *