أدى تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى إنتاج صور مذهلة تبدو واقعية، مما جعلها تنتشر بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي. تتضمن هذه الصور مشاهد تاريخية مؤثرة، مثل أم وطفلها خلال فترة الكساد الكبير، أو جندي مرهق في حرب فيتنام، لكن في الحقيقة، هذه الصور ليست أكثر من نتائج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
تزييف التاريخ
وتظهر الصور المُنشأة بالذكاء الاصطناعي في صفحات ثقافية وشخصية، وتضم أحيانًا شخصيات بارزة، مثل تيودور روزفلت أو الأخوين رايت. على الرغم من أن هذه الصور قد تبدو وكأنها لقطات تاريخية حقيقية، فإنها تخلط بين الحقائق والأساطير، مما قد يؤدي إلى تحريف الواقع التاريخي، وفق تقارير عدة.
ورصد المؤرخ الهولندي جو هيدفيغ تويسن، المعروف بلقب “صائد التاريخ المزيف”، هذه الظاهرة المقلقة وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي قد تسبب في انتشار الصور المزيفة التي تخلط بين الحقائق والأساطير. بعض هذه الصور تستنسخ لقطات أرشيفية حقيقية، بينما تبتكر أخرى مشاهد لم تحدث فعليًا، مثل صور اغتيال لي هارفي أوزوالد.
التأثير على الثقة في المصادر
حذر الخبراء من تأثير الصور المزيفة على فهمنا للتاريخ، مؤكدين أنها قد تقلل الثقة في الصور الحقيقية كمصادر موثوقة. في الوقت الحالي، يستطيع الخبراء تمييز الصور الحقيقية من المزيفة بفضل بعض الأخطاء التقنية، لكن مع تطور الذكاء الاصطناعي، قد يصبح من الصعب التفريق بينهما في المستقبل.
والخلاصة، تسليط الضوء على الصور المُنشأة بالذكاء الاصطناعي يشير إلى ضرورة الوعي بالمخاطر المحتملة لهذه التكنولوجيا على الفهم التاريخي. يجب أن نكون حذرين في تعاملنا مع المحتوى المرئي على منصات التواصل الاجتماعي ونسعى إلى التحقق من المصادر قبل تصديق ما نراه.