فرنسا تعلن عن مركز بيانات عملاق بتمويل إماراتي وسط سباق عالمي على الذكاء الاصطناعي

فرنسا تخطو نحو تعزيز بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي

أعلنت فرنسا خلال قمة الذكاء الاصطناعي في باريس عن إنشاء مركز بيانات ضخم لدعم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. المشروع يحظى بتمويل رئيسي من الإمارات العربية المتحدة، في خطوة تعكس تسارع المنافسة العالمية على تطوير هذه التقنية المتقدمة. كما كشفت فرنسا عن خطط لتعزيز بنيتها التحتية لتشغيل منصات الذكاء الاصطناعي مثل “تشات جي بي تي”، “كلود”، و”بيربلاكسيتي”، مع تزايد انتشار تطبيقات المحادثة الآلية.

قمة باريس تناقش القوانين وتأثير الذكاء الاصطناعي

رغم الإعلان عن استثمارات في مراكز البيانات، تركزت مناقشات قمة باريس على تنظيم برامج المحادثة الآلية وتأثير الخوارزميات على الديمقراطية، التوظيف، والثقافة. يأتي ذلك وسط اهتمام متزايد بضرورة وضع قوانين تحكم تطور الذكاء الاصطناعي، خاصة مع توسع استخدامه في مختلف المجالات.

الولايات المتحدة تدخل السباق عبر “ستارغايت”

في سياق المنافسة العالمية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعم مشروع “ستارغايت”، وهو استثمار ضخم بقيمة 500 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. المشروع يعكس إدراك الولايات المتحدة لأهمية القوة الحوسبية في تعزيز قدراتها التكنولوجية، وسط تنافس شديد مع الصين وأوروبا.

الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى مراكز بيانات أقوى

تتطلب أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة قدرة حوسبية هائلة عبر وحدات معالجة الرسومات، ما يستلزم إنشاء مراكز بيانات ضخمة. ويؤكد الخبراء أن برامج المحادثة الآلية تحتاج إلى آلاف وحدات المعالجة، ما يزيد من الضغط على البنية التحتية التقنية والطاقة الكهربائية.

تحديات الطاقة والبنية التحتية

بحسب تقديرات بنك “غولدمان ساكس”، سيزداد الطلب على الحوسبة بنسبة 160% بحلول 2026. غير أن المراكز الحالية ليست مهيأة لهذا النمو، ما يدفع شركات التكنولوجيا إلى تطوير بنية تحتية جديدة. كما يواجه القطاع تحديات تتعلق بتوفير الكهرباء اللازمة لتشغيل المراكز، في ظل ارتفاع استهلاك الطاقة لتشغيل وحدات المعالجة.

هل خسرت أوروبا السباق أمام أمريكا والصين؟

يرى محللون أن أوروبا قد تأخرت في سباق مراكز البيانات مقارنة بالولايات المتحدة والصين. ويؤكد خبراء أن العديد من المراكز الكبرى في القارة تخضع لملكية أمريكية مثل مايكروسوفت، ما يثير تساؤلات حول السيادة التكنولوجية الأوروبية.

مخاوف بيئية من توسع مراكز البيانات

يشير مختصون إلى أن زيادة الاستثمار في مراكز البيانات قد تترتب عليه آثار بيئية سلبية، خاصة مع الاستهلاك العالي للكهرباء والمياه المستخدمة في تبريد الخوادم. في المقابل، تتجاهل الولايات المتحدة، بقيادة ترامب، هذه المخاوف البيئية، في حين تتعامل أوروبا بحذر مع التأثيرات المناخية.

الصين تتبنى نهجًا أقل استهلاكًا للطاقة

في ظل هذه التحديات، يقترح خبراء تطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة بدلًا من التركيز على بناء أنظمة ضخمة. ويعتبر روبوت الدردشة الصيني “ديب سييك” مثالًا على إمكانية تحقيق أداء قوي بموارد أقل.

خيارات جديدة أمام أوروبا

يدعو خبراء إلى إعادة توجيه الاستثمارات نحو الأبحاث، بدلًا من الدخول في سباق ضخم لتشييد مراكز بيانات ضخمة. ويرون أن أوروبا بحاجة إلى تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة بدلًا من التنافس على امتلاك أقوى الحواسيب.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 655

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *