انطلاق القمة الدولية للذكاء الاصطناعي في باريس
يجتمع قادة سياسيون ومسؤولو قطاع التكنولوجيا في العاصمة الفرنسية باريس، لمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي، وسط تنافس عالمي على تطوير هذه التكنولوجيا. ويشارك في القمة نائب الرئيس الأميركي ونائب رئيس الوزراء الصيني والمستشار الألماني، إلى جانب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يشارك في رئاسة الحدث.
كما يحضر القمة كبار الشخصيات في قطاع التكنولوجيا، مثل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، وسوندار بيتشاي، المدير التنفيذي لشركة غوغل، وداريو أمودي، رئيس شركة أنثروبيك.
مناقشة التحديات والفرص في الذكاء الاصطناعي
تناقش القمة تأثيرات الذكاء الاصطناعي على مختلف القطاعات، من الأمن السيبراني إلى مستقبل العمل، إضافةً إلى سبل تطوير حوكمة عالمية لهذا القطاع. وتشمل الجلسات قضايا مثل الهجمات الإلكترونية وسلامة المعلومات، وتأثير الذكاء الاصطناعي في العلوم والتعليم.
تأتي هذه الاجتماعات بعد بروز روبوت الدردشة الصيني “ديب سيك”، الذي أثار اهتمام قطاع التكنولوجيا بقدرته على منافسة الشركات الأميركية بتكلفة أقل. كما تتزامن القمة مع إعلان الولايات المتحدة عن استثمارات بقيمة 500 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ضمن مشروع “ستارغيت”.
فرنسا تكشف عن استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استثمارات ضخمة من القطاع الخاص في مجال الذكاء الاصطناعي بقيمة 109 مليارات يورو. تشمل هذه الاستثمارات 20 مليار يورو من صندوق Brookfield الكندي لإنشاء مراكز بيانات، وتمويلاً إماراتياً يتراوح بين 30 و50 مليار يورو لإنشاء مركز بيانات ضخم بقدرة 1 غيغاوات.
وأكد ماكرون أن هذه الاستثمارات تعكس رغبة فرنسا في التقدم بوتيرة أسرع في هذا المجال، مشيرًا إلى أن أوروبا بحاجة إلى بنية تحتية قوية لدعم الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تدريب المواهب وإنشاء مراكز أبحاث متخصصة.
المفوضية الأوروبية تعلن عن حواسيب فائقة لتطوير الذكاء الاصطناعي
من المتوقع أن تعلن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن تخصيص نحو 10 حواسيب عملاقة لدعم الأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي، وجعلها متاحة للشركات الأوروبية الناشئة. وتُعد هذه الحواسيب أساسية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
التزام دولي بتطوير ذكاء اصطناعي مستدام
يهدف الاجتماع إلى دفع عدد من الدول والشركات إلى تبني التزامات جديدة بشأن تطوير ذكاء اصطناعي أكثر استدامة وصديق للبيئة، دون فرض إطار عمل ملزم. وتأتي هذه الخطوة في ظل تنامي الحاجة إلى تقليل استهلاك الطاقة في مراكز البيانات، التي تُعد ضرورية لتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة.
توجه عالمي لتعزيز أبحاث الذكاء الاصطناعي
أطلقت تسع دول، بينها فرنسا، بالتعاون مع جمعيات وشركات تقنية، مبادرة “الذكاء الاصطناعي الحالي” (Current AI)، التي تهدف إلى توفير بنية تحتية أكثر شفافية وأمانًا للذكاء الاصطناعي. ويصل حجم الاستثمار الأولي لهذه المبادرة إلى 400 مليون دولار، ويشارك فيها 11 من قادة قطاع التكنولوجيا.
تسعى المبادرة إلى تحسين الوصول إلى قواعد البيانات في مجالات مثل الصحة والتعليم، وتعزيز الشفافية في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، مع وضع آليات لتقييم تأثيراتها البيئية والاجتماعية.
سباق عالمي للهيمنة على الذكاء الاصطناعي
تتزامن القمة مع تصاعد المنافسة العالمية في الذكاء الاصطناعي، خاصةً بين الولايات المتحدة والصين. وأكد الرئيس الفرنسي أن فرنسا وأوروبا تسعيان إلى ترسيخ مكانتهما في هذا المجال، رغم الهيمنة الأميركية والمنافسة الصينية المتزايدة.
ويشهد قطاع الذكاء الاصطناعي استثمارات ضخمة عالميًا، حيث تحاول الدول والشركات الكبرى تأمين موارد الطاقة والبيانات اللازمة لتطوير تقنيات متقدمة، في ظل توقعات بأن يصبح الذكاء الاصطناعي القوة الدافعة للاقتصاد العالمي خلال السنوات المقبلة.