كيف يغير الذكاء الاصطناعي صناعة استطلاعات الرأي السياسية

تحسين دقة وتحليل استطلاعات الرأي

في ظل التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، بدأت صناعة استطلاعات الرأي السياسية في التحول بشكل كبير. على الرغم من أن الاستطلاعات التقليدية قد تقدم بعض التفاصيل الديموغرافية الأساسية، إلا أنها غالبًا ما تفتقر إلى العمق في تفسير أسباب الآراء. بفضل التكنولوجيا الحديثة، أصبح من الممكن الآن الحصول على رؤى أعمق حول كيفية تفكير الناس وسلوكهم، وفق ما نشره  azfamily.

التكنولوجيا الجديدة في استطلاعات الرأي

منذ حوالي عام، بدأت شركة CloudResearch في استخدام روبوتات الدردشة الذكية لإجراء استطلاعات رأي سياسية. الخدمة التي تقدمها الشركة، Engage، تعتمد على الذكاء الاصطناعي لجمع ردود مفتوحة من عدد كبير من المستجيبين. تتيح هذه الخدمة طرح طبقات متعددة من الأسئلة وتحليل الاتجاهات بسرعة، مما يوفر فهماً أعمق للآراء والأسباب وراءها.

فوائد الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات

يُعتبر الذكاء الاصطناعي عنصرًا ثوريًا في تحليل استطلاعات الرأي. وفقًا لكبير مسؤولي الأبحاث في CloudResearch، ليب ليتمان، يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة آلاف المحادثات وتحليل البيانات بشكل موضوعي وفي وقت أقل بكثير مقارنة بالطرق التقليدية. بينما كانت عمليات التحليل تستغرق أسابيع في السابق، أصبحت الآن تستغرق دقائق فقط، مما يجعل عملية جمع وتحليل البيانات أكثر كفاءة وفعالية.

تكلفة أقل وكفاءة أعلى

واحدة من المزايا الرئيسية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في استطلاعات الرأي هي التوفير الكبير في التكاليف. حيث يمكن لـ Engage إجراء استطلاعات الرأي بتكلفة أقل بكثير من استطلاعات الهاتف التقليدية، بفضل عدم الحاجة إلى مراكز اتصال وتوظيف موظفين. كما أظهرت الدراسات أن المستجيبين لا يمانعون التعامل مع أصوات اصطناعية، بل على العكس، أظهروا في بعض الأحيان انفتاحًا أكبر في مناقشة الموضوعات الحساسة مع الروبوتات مقارنة بالمحاورين البشريين.

الكشف عن رؤى أعمق

استطلاعات الرأي التي أجرتها CloudResearch، مثل تلك التي تركزت على موضوع الإجهاض، أظهرت كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفتح المجال للتعبير عن تجارب شخصية عميقة. على سبيل المثال، وجد ليتمان أن المشاركين كانوا أكثر استعدادًا لمشاركة تجاربهم ومشاعرهم بشأن الإجهاض مع الروبوتات، واعتبروا العملية كنوع من التفريغ العاطفي.

استطلاعات رأي أكثر تفصيلًا

أحد الأمثلة البارزة، هو الاستطلاع الرئاسي الذي أجرته CloudResearch بالتعاون مع كلية سيينا. بينما أظهر الاستطلاع التقليدي أن 60٪ من الناخبين يعتقدون أن ترامب سيكون زعيمًا قويًا مقارنة بـ 33٪ لهاريس، فإن الذكاء الاصطناعي تعمق أكثر في السبب وراء هذه الآراء. كشف الاستطلاع أن العديد من الناخبين لم يكونوا على دراية بخلفية هاريس، مما يوفر رؤى قيمة حول كيفية تغيير الآراء وتوجيه الحملات السياسية بشكل أكثر فعالية.

استنتاجات حول التأثير المستقبلي

بفضل الذكاء الاصطناعي، أصبحت استطلاعات الرأي السياسية أكثر تفصيلاً ودقة. توفر التكنولوجيا الحديثة أداة قوية لفهم ليس فقط ما يفكر فيه الناس، ولكن أيضًا لماذا يفكرون بهذه الطريقة. يتضح أن الذكاء الاصطناعي سيستمر في تغيير طريقة إجراء وتحليل استطلاعات الرأي، مما يفتح المجال لأبحاث سياسية أكثر تعمقًا وفعالية.

شارك هذا الخبر
يوسف إبراهيم
يوسف إبراهيم
المقالات: 103

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *