باتت المعلومات المضللة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، متفشية بشكل واسع، خاصة مع التقدم في تقنيات صناعة المحتوى النصي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
لكن لحسن الحظ أن الذكاء الاصطناعي نفسه، يمكن أن يكون حلا فعالا لمكافحة المحتوى المضلل، تلك الظاهرة التي تهدد المجتمعات وتؤثر على تشكيل الرأي العام.
ويعد الذكاء الاصطناعي من أبرز الأدوات التي يتم الاعتماد عليها في هذا المجال، حيث يسهم بفعالية في كشف التزييف وتحليل المحتوى، بالإضافة إلى التحقق من صحة المعلومات ورصد انتشار الأخبار المغلوطة.
اقرأ أيضا: Runway تخصص 5 ملايين دولار لتمويل 100 فيلم “ذكاء اصطناعي”
هذا التقرير يستعرض طرقا مختلفة يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها محاربة المعلومات المضللة وتعزيز مصداقية المحتوى الرقمي.
التحقق من المحتوى
أحد أفضل الطرق التي يمكن أن يساعد بها الذكاء الاصطناعي في مكافحة المعلومات المضللة هو من خلال التحقق من المحتوى. يمكن للخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحليل المحتوى في الوقت الفعلي، ومقارنته مع قواعد بيانات موثوقة ومصادر التحقق من الحقائق لتحديد الادعاءات الكاذبة قبل أن تكتسب زخمًا.
اقرأ أيضا: Hugging Face تتجاوز مليون نموذج ذكاء اصطناعي لأول مرة
على سبيل المثال، تستخدم أدوات مثل Google Fact Check Explorer الذكاء الاصطناعي للإشارة إلى المعلومات المضللة في المقالات أو المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
معالجة اللغة الطبيعية
تمكن معالجة اللغة الطبيعية (NLP) -وهي فرع من فروع الذكاء الاصطناعي- الآلات من فهم وتفسير والرد على اللغة البشرية، يمكنها قراءة وتحليل كميات كبيرة من النصوص، وتحديد الأنماط أو العبارات الرئيسية التي تشير إلى ما إذا كان يمكن أن تكون المعلومات كاذبة أو مضللة.
كشف التزييف العميق
تُعد قدرة الذكاء الاصطناعي على اكتشاف التناقضات البصرية أو الصوتية الدقيقة في المحتوى باستخدام خوارزميات متقدمة على مستوى كل بكسل للكشف عن التزييف العميق من الأمور المهمة.
اقرأ أيضا: تقرير: البرمجيات كنز الذكاء الاصطناعي مستقبلاً
وقد استثمرت شركات مثل فيسبوك ومايكروسوفت بشكل كبير في أبحاث الذكاء الاصطناعي لمكافحة تقنية التزييف العميق، ومن المتوقع أن تتحسن هذه التقنيات بمرور الوقت.
رصد المعلومات المضللة وتوقعها
يستطيع الذكاء الاصطناعي أيضًا رصد الاتجاهات والسلوكيات الحالية، وتوقع متى يمكن أن يحدث ارتفاع في انتشار المعلومات المضللة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لخوارزميات التعلم الآلي تتبع كيفية انتشار المعلومات المضللة عبر قنوات مختلفة، مما يوفر رؤى حول أصولها والتكتيكات المستخدمة لنشرها.
التحكم التلقائي في المحتوى
يُعد التحكم في المحتوى من أكبر التحديات التي تواجه منصات مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب، حيث يتم مشاركة كميات هائلة من المحتوى كل ثانية، إذ لا يمكن تحقيق التحكم اليدوي على نطاق واسع، وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضا: سيناتور أمريكي يتعرض لمحاولة خداع باستخدام “التزييف العميق”
ويمكن للأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي اكتشاف المحتوى المثير للجدل تلقائيًا وتحديده بناءً على معايير محددة مسبقًا، مثل خطاب الكراهية، والتحريض على العنف، أو المعلومات المضللة. وعلى الرغم من عدم كونها مثالية، يمكن أن يكون التحكم التلقائي هو الخط الدفاعي الأول لوقف المحتوى الضار من الانتشار.