تراجع اهتمام المستثمرين في الذكاء الاصطناعي
شهدت الفترة الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في اهتمام المستثمرين بالذكاء الاصطناعي التوليدي، بما في ذلك روبوتات الدردشة والفن الناتج عن الذكاء الاصطناعي. هذا التراجع انعكس بشكل واضح في سوق الأسهم، حيث انخفضت أسهم شركات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بينما شهدت الأسواق في آسيا هبوطًا كبيرًا. تعكس هذه التحولات قلق المستثمرين بشأن مدى استدامة التوقعات الكبيرة التي كانت تحيط بهذه التكنولوجيا، وفق ما نشره mindmatters.
القيود الحالية في تقنيات الذكاء الاصطناعي
بحسب خبير الذكاء الاصطناعي غاري ماركوس، فإن التقنيات الحالية في الذكاء الاصطناعي، والتي تعتمد بشكل رئيسي على التعلم الآلي، تواجه صعوبة كبيرة في التعامل مع القيم المتطرفة. هذه الأنظمة تعاني عند مواجهة حالات غير معتادة أو مشكلات تتجاوز نطاق أمثلتها التدريبية، مما يؤدي إلى نتائج غير دقيقة أو حتى سخيفة.
ماركوس يوضح أن الشركات التكنولوجية الكبرى استفادت من الذكاء الاصطناعي من خلال تجاهل هذه المشكلة أو التقليل من شأنها. ومع ذلك، يتوقع ماركوس أن يؤدي الانكماش في هذا المجال إلى إدراك أوسع بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يلبي التوقعات العالية التي تم وضعها له.
الذكاء الاصطناعي والابتكار: قيود حقيقية
يشير ماركوس إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يمتلك القدرة على الإبداع الفعلي. فهو يعتمد على العثور على حلول موجودة بالفعل على الإنترنت ولا يمكنه تقديم حلول جديدة في حال عدم وجودها. هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يواجه صعوبات في تقديم إجابات صحيحة عندما لا تكون المعلومات متاحة بالفعل، مما يؤدي إلى “هلوسة” أو أخطاء غير منطقية.
التحذيرات والتنبؤات السابقة
في مقال نشره في مجلة نيويوركر عام 2012، أشار ماركوس إلى مشكلات في التعلم العميق مثل التفكير والتجريد التي لم يتم الاعتراف بها بشكل كامل حتى الآن. وقد أثبتت التنبؤات التي قدمها حول حدود GPT-4 في ديسمبر 2022 صحتها، حيث أظهرت أن الذكاء الاصطناعي لا يزال يواجه تحديات كبيرة تتعلق بالهلوسة والأخطاء الجسيمة.
الآفاق المستقبلية للذكاء الاصطناعي
يجب أن نكون حذرين من التنبؤات المبالغ فيها حول مستقبل الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، الادعاءات بأن الذكاء الاصطناعي سيفكر مثل البشر بحلول عام 2029 أو أن هناك زملاءً فائقين في الذكاء الاصطناعي قد تكون مبنية على تفاؤل مبالغ فيه. الواقع يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يواجه تحديات كبيرة، ويجب التعامل مع التوقعات العالية بحذر.