في خطوة غير تقليدية، استخدمت محطة إذاعية أسترالية شهيرة منسق موسيقى مُولّد بالذكاء الاصطناعي لاستضافة إحدى فقراتها لمدة عدة أشهر، من دون أن يلاحظ المستمعون ذلك. الفقرة، التي تحمل اسم “Workdays with Thy”، تُقدّم لمدة أربع ساعات مزيجًا من موسيقى الهيب هوب و”ريذم أند بلوز” والبوب، ويُقدّمها شخص يُدعى “تاي” (Thy)، الذي تبين لاحقًا أنه مُولّد بالذكاء الاصطناعي.
فقرة “Workdays with Thy” وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في البث الإذاعي
تُبث الفقرة على محطة “CADA” في مدينة سيدني الأسترالية، وقد تم إنشاء صوت المُقدّم تاي باستخدام تقنية “ElevenLabs”، التي تتيح توليد الأصوات باستخدام الذكاء الاصطناعي. ورغم أن صوت “تاي” وشخصيته تم استيحاءها من موظف حقيقي في القسم المالي للشركة المالكة للمحطة، إلا أن المستمعين لم يكونوا على دراية بأن المُقدّم مُولّد بالذكاء الاصطناعي.
كيفية إنشاء الصوت الاصطناعي لـ “تاي” باستخدام “ElevenLabs”
تم تطوير الصوت الخاص بـ “تاي” باستخدام “ElevenLabs”، وهي منصة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء أصوات تتسم بطبيعية عالية، مما جعلها قادرة على تقديم تجربة إذاعية شبيهة بالبشر. وقد أبدعت هذه التقنية في نقل صوت مُقدّم إذاعي واقعي دون الحاجة لوجود إنسان حقيقي.
السر وراء نجاح تجربة الذكاء الاصطناعي في الراديو
على الرغم من أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد تكون موضوعًا مثيرًا للجدل في العديد من المجالات، فإن هذه التجربة أثبتت قدرتها على النجاح في البيئة الإذاعية. يُمكن القول إن تفاعل المستمعين مع الفقرة لم يتأثر، حيث وصلت الفقرة إلى 72 ألف شخص على الأقل دون أن يشعروا بأن الصوت ليس بشريًا.
محطات إذاعية أخرى تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين البث
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست التجربة الوحيدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الإذاعة. فمحطات أخرى مثل تلك الموجودة في بورتلاند بولاية أوريغون الأميركية ومحطة “Sirius XM” قد جربت أيضًا استخدام التكنولوجيا ذاتها. وفي العام الماضي، قامت محطة إذاعية بولندية بتركيب مذيعين بالذكاء الاصطناعي بعد استغنائها عن الصحفيين، ولكن تم إنهاء هذه التجربة بعد ردود فعل سلبية من الجمهور.