أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للذكاء الاصطناعي في سدايا الدكتور ياسر بن محمد العنيزان، أن الذكاء الاصطناعي أداة مصممة لخدمة البشرية و”هو ليس غاية في حد ذاته بل وسيلة”، على حد تعبيره.
وقال العنيزان، خلال جلسة حوارية في اليوم الثاني من أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بنسختها الثالثة، بعنوان “تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية: من الفكرة إلى التنفيذ”، أن الذكاء الاصطناعي “لن يسلب الوظائف” بل يسهل إجراءاتها، مشددًا على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول مع مراعاة المخاطر المحتملة التي ينطوي عليها.
اقرأ أيضا: قمة الذكاء الاصطناعي| “أرامكو” تكشف عن مبادرات جديدة لتعزيز التطور الرقمي
وعرّج العنيزان في حديثه على الفرق بين ذكاء الأعمال والذكاء الاصطناعي، مبينًا أن الكثير من الناس يخلطون بين ذكاء الأعمال والذكاء الاصطناعي في حين يركز ذكاء الأعمال على جمع البيانات وتحليلها لاتخاذ القرارات البشرية، ويشارك الذكاء الاصطناعي في كل خطوة بدءًا من إنشاء البيانات إلى تطوير النموذج والحكم النهائي.
اعتبارات أخلاقية
ونوه العنيزان، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إلى أهمية الأخذ بالاعتبارات الأخلاقية في العمل بالذكاء الاصطناعي ودمجها عند تصميم الذكاء الاصطناعي، مفيدًا أن علاقة الذكاء الاصطناعي مع البشر علاقة تكاملية بما يجعل وظائفنا أسهل وأكثر كفاءة، وأن يعمل بتناغم معنا، لا أن يحل محلنا.
وحول علاقة البيانات بالذكاء الاصطناعي ذكر الدكتور ياسر أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الفعالة تتطلب تركيزًا قويًا على إدارة البيانات والتطبيق الواقعي، ودون بيانات حقيقية لا يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تكون فعالة حقًا، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يقدم إسهامات كبيرة في مجالات عدة مثل : العدالة، والتعليم، والرعاية الصحية، وإمكانية الوصول، والحفاظ على الثقافة، كما يمكنه تحقيق جودة الحياة للناس.
اقرأ أيضا: منافسة كبيرة في تحدي “علاّم” على هامش قمة الذكاء الاصطناعي
ودعا إلى التحسين المستمر لأنظمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتظل فعالة وملائمة، مبينًا أنك تتواصل مع الآلة كما لو أنك تتواصل مع إنسانٍ آخر، وهذا ما سيعزز ويطور هذه التقنيات المتقدمة.
نموذج علاّم
واستعرض الدكتور ياسر العنيزان بعض التطبيقات العملية الناجحة وفي مقدمتها “نموذج علاّم” الذي عملت عليه “سدايا” وقال: إننا نواصل تطوير هذا النموذج ونعدكم بأننا سنصل لنتائج مبهرة، والذكاء الاصطناعي والنمذجة والخوارزميات المستخدمة لتشغيل أي نموذج ذكاء اصطناعي قصيرة للغاية مهما بلغ حجمه وتكلفته، لكن لتكون هذه الخوارزميات فاعلة علينا تضمينها في أنظمة أضخم.
اقرأ أيضا: قمة الذكاء الاصطناعي| “علاّم” الأفضل عالميًا بين النماذج التوليدية العربية
ولفت النظر إلى أن الاستفادة من تكنولوجيا النمذجة تتطلب توحيد الجهود بين المنشآت والمنظمات المختصة في هذا المجال، حيث لا يتوقف الأمر على مركز أبحاث محدد، ولا على فريق تطوير المنتج، وأكد أهمية إشراك العلماء والمطورين وكل من يعملون في هذا المجال وكذلك العمل مع كافة المختصين حيث يحتاج تطوير حلول الذكاء الاصطناعي جهود متواصلة بدون انقطاع مع كافة الجهات المعنية لكي تستمر دورة التطوير لكي تكون هذه الحلول فاعلة وقادرة على خدمة المستخدمين بأفضل صورة ممكنة.