“مشروع ديجيتس”.. إنفيديا تطلق حاسوبًا عملاقًا بحجم مكتب يقود ثورة الذكاء الاصطناعي

في خطوة قد تعيد رسم مستقبل تطوير الذكاء الاصطناعي، كشفت شركة “إنفيديا” عن جهازها الثوري “مشروع ديجيتس” (Project Digits)، الذي يعد أصغر حاسوب عملاق في العالم لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة، موجّهًا خصيصًا للمطورين والباحثين والطلاب. ما الذي يجعل هذا المشروع مختلفًا؟ ولماذا يمثل نقلة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي المحلي؟

ما هو “مشروع ديجيتس”؟

أعلنت “إنفيديا” عن جهازها الجديد خلال معرض CES 2025، ليكون أول حاسوب شخصي بحجم صغير قادر على تشغيل نماذج ذكاء اصطناعي تحتوي على 200 مليار معلمة، وهو رقم كان حتى وقت قريب مقصورًا على مراكز البيانات العملاقة.

ويهدف المشروع إلى توفير بيئة محلية متكاملة لتطوير واختبار وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى خدمات الحوسبة السحابية المكلفة والمعقدة.

المواصفات الفائقة للجهاز

يحتوي “مشروع ديجيتس” على شريحة “GB10 Grace Blackwell Superchip”، وهي تجمع بين وحدة المعالجة المركزية “Grace” ووحدة معالجة الرسوميات “Blackwell”، وتوفر أداءً يعادل 1 بيتافلوب، مع 128 غيغابايت من الذاكرة الموحدة و4 تيرابايت من التخزين فائق السرعة.

كل هذا مدمج في تصميم صغير الحجم يعمل من خلال منفذ طاقة قياسي، مما يجعله مثاليًا للمكاتب والفرق الصغيرة.

قدرات متقدمة وواجهة مألوفة

يعمل الجهاز بنظام تشغيل يعتمد على بنية “لينكس” وبيئة “Nvidia DGX”، ويأتي مزودًا بمنصات وأطر عمل مطورة مثل:

  • Nvidia AI Enterprise
  • PyTorch وPython
  • Nvidia NeMo لضبط النماذج اللغوية
  • Nvidia RAPIDS لتسريع علوم البيانات

كما يدعم الجهاز الربط الشبكي عبر “Nvidia ConnectX”، ما يسمح بربط عدة وحدات من الجهاز لمضاعفة الأداء حتى 405 مليار معلمة.

جهاز الذكاء الاصطناعي للمطورين والطلاب والباحثين

يستهدف الجهاز جمهورًا واسعًا، من الباحثين إلى مطوري الشركات الناشئة وحتى الطلاب في المختبرات الجامعية. وهو يسمح بالعمل على نماذج الذكاء الاصطناعي محليًا دون الحاجة لخوادم سحابية، مما يعزز:

  • التحكم الكامل في الخصوصية.
  • خفض التكاليف.
  • تسريع وقت التجريب والنشر.

حالات استخدام متعددة

بفضل قدرته على تشغيل نماذج ضخمة، يمكن استخدام “مشروع ديجيتس” في:

  • الرعاية الصحية: تحليل الصور الطبية واكتشاف الأورام.
  • السيارات ذاتية القيادة: تحسين أنظمة الرؤية الحاسوبية.
  • الألعاب: تصميم شخصيات أكثر ذكاءً وواقعية.
  • التجارة الإلكترونية: تحسين التوصيات وتحليل الأسواق.
  • الصناعة: مراقبة الجودة بالذكاء الاصطناعي في الوقت الحقيقي.

السعر والمنافسة

بسعر يبدأ من 3,000 دولار فقط، توفر “إنفيديا” أداة قوية بأسعار معقولة نسبيًا مقارنة بتكلفة خوادم الذكاء الاصطناعي أو خدمات الحوسبة السحابية المتكررة، ما يفتح المجال أمام المستخدمين الأفراد والفرق الصغيرة للانضمام إلى سباق الذكاء الاصطناعي.

ثورة بحجم مكتب

“مشروع ديجيتس” يمثل ما يمكن وصفه بثورة “الحاسوب العملاق الشخصي”، تمامًا كما أحدثت الحواسيب الشخصية تحولًا في ثمانينيات القرن الماضي. ويعد هذا الجهاز خطوة جريئة من “إنفيديا” في سبيل ديمقراطية الذكاء الاصطناعي، حيث يصبح بإمكان أي مطور امتلاك القوة الحاسوبية التي كانت حكرًا على كبرى شركات التكنولوجيا.

خاتمة:

من خلال الجمع بين الأداء الفائق، الحجم المدمج، وسهولة الاستخدام، يعكس “مشروع ديجيتس” رؤية “إنفيديا” لعصر جديد من الذكاء الاصطناعي متاح للجميع. وبسعره التنافسي ومواصفاته الثورية، قد يصبح هذا الجهاز الخيار المفضل لمطوري المستقبل.

هل نحن أمام بداية نهاية الاعتماد الكامل على السحابة في الذكاء الاصطناعي؟ “مشروع ديجيتس” قد يكون أول المؤشرات.

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 967

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *