تسعى مصر لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي ليكون ركيزة أساسية في دعم التنمية الاقتصادية وتحسين الخدمات الحكومية، وذلك من خلال استراتيجية وطنية بدأت منذ عام 2019، حيث تولت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قيادة هذا التوجه نظراً لدور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي وتحقيق التحول الرقمي في مختلف القطاعات.
المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي: الجهة المسؤولة عن التنفيذ
تم تشكيل المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي ليكون الجهة المسؤولة عن تنفيذ الاستراتيجية الوطنية، حيث يضم جميع الجهات المعنية لضمان التنسيق الفعّال بين القطاعات المختلفة.
النسخة الأولى من الاستراتيجية: أربعة محاور رئيسية
ركزت المرحلة الأولى من الاستراتيجية على أربعة محاور أساسية، شملت:
- بناء القدرات وتوسيع المهارات: لتأهيل كوادر قادرة على تطوير حلول مبتكرة.
- تطوير التطبيقات الذكية: من خلال مركز الابتكار التطبيقي الذي نفذ مشاريع في قطاعات مثل الزراعة والعدل والتعليم، محققًا دقة تصل إلى 96%.
- تعزيز الدور الإقليمي والدولي لمصر: عبر شراكات مع المؤسسات الدولية الرائدة في المجال.
- دمج الذكاء الاصطناعي في العمل الحكومي: لتحسين الكفاءة والشفافية وتقليل العمليات المتكررة، مما أسهم في تقدم مصر عالميًا بنحو 50 مركزًا في مؤشرات الجاهزية للذكاء الاصطناعي.
النسخة الثانية من الاستراتيجية: ستة محاور رئيسية
بناءً على ما تحقق في المرحلة الأولى، تم إطلاق النسخة الثانية التي تركز على ستة محاور رئيسية لتعزيز دور مصر كمركز إقليمي في مجال الذكاء الاصطناعي:
- تطوير البنية التحتية المعلوماتية: لدعم بناء الخوارزميات وتهيئة بيئة مواتية للابتكار.
- إدارة البيانات: تحقيق التوازن بين إتاحة البيانات وحماية خصوصية المواطنين.
- تطوير التطبيقات الذكية: لخدمة مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية.
- تنمية الكوادر البشرية: لضمان استدامة النمو في المجال.
- تشجيع الإبداع وريادة الأعمال: عبر دعم الشركات الناشئة والمشروعات المبتكرة.
- وضع إطار تنظيمي وتشريعي: لضمان الاستخدام الآمن للتقنيات الحديثة وفق معايير أخلاقية وقانونية.
دور مركز الابتكار التطبيقي في تنفيذ الاستراتيجية
يُعد مركز الابتكار التطبيقي ركيزة أساسية في تنفيذ الاستراتيجية، حيث يضم فرقًا متخصصة في الهندسة وعلوم البيانات، ويمتلك قدرات حوسبية متطورة لمعالجة البيانات الضخمة.
أبرز إنجازات المركز
- مجال الصحة: تطوير تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن الأمراض.
- قطاع الزراعة: تصميم تقنيات لتحليل توزيع الأراضي ورسم حدود الرقعة الزراعية.
- التحول الرقمي: أتمتة عمليات ضمان الجودة في مراكز الاتصالات، وتطوير محركات لتحويل الكلام المنطوق إلى نصوص مكتوبة تُستخدم في منظومة التقاضي عن بُعد.
- الترجمة الذكية: تنفيذ تطبيقات متطورة لدعم اللغة العربية في مجال الذكاء الاصطناعي.
مصر.. نحو مستقبل رقمي متطور بالذكاء الاصطناعي
تواصل مصر تعزيز مكانتها العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي عبر استراتيجيات طموحة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، وخلق بيئة تنافسية تشجع على الابتكار وريادة الأعمال في المجال الرقمي.




