شهد سوق الأوراق المالية هذا الأسبوع تقلبات حادة في أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، وكان تأثير DeepSeek الصيني واضحًا في المكالمات الخاصة بالأرباح، مما أثار جدلاً حول استثمارات الذكاء الاصطناعي. على الرغم من قلق المستثمرين من النماذج الأرخص مثل DeepSeek، كانت التوقعات في الغالب متفائلة، مع تأكيد قادة الأعمال على استمرارية الاستثمار في هذه الصناعة.
تأثير DeepSeek على السوق
شهدت مكالمات الأرباح هذا الأسبوع ذكر اسم DeepSeek في تسع مكالمات على الأقل، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي أثاره هذا النموذج الأرخص في السوق. لكن رغم ذلك، استمر المستثمرون في دعم خطط الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، حيث صرح جون ستانكي، الرئيس التنفيذي لشركة AT&T، بأن الذكاء الاصطناعي الأحدث والأقل تكلفة سيسهم في فتح آفاق جديدة لتطبيقات ونماذج أعمال مبتكرة.
تصعيد التوقعات في القطاع
خلال مكالمات الأرباح التي جرت مع عمالقة التكنولوجيا مثل Apple وMicrosoft وMeta، كانت النقاشات تدور حول تأثير DeepSeek على استراتيجيات الإنفاق. وعلى الرغم من المخاوف من تأثير النموذج الأرخص على هيكلة الإنفاق، فإن الإجابات من الشركات الكبرى كانت حاسمة في استمرار خطط الإنفاق الكبيرة على الذكاء الاصطناعي.
على سبيل المثال، أكدت ميتا على خططها لاستثمار بين 60 إلى 65 مليار دولار في استراتيجيات الذكاء الاصطناعي لعام 2025، بينما أكدت مايكروسوفت أن الطلب على الذكاء الاصطناعي مرتفع للغاية لدرجة أنها تواجه صعوبة في توفير مراكز بيانات كافية.
“السباق التسليحي للذكاء الاصطناعي”
أوضح دان آيفز، المدير الإداري لشركة Wedbush Securities، أن التنافس في مجال الذكاء الاصطناعي هو “سباق تسلح” لن يتأثر بنماذج مثل DeepSeek، معتبرًا أن “ثورة الذكاء الاصطناعي قد بدأت للتو”. وتُظهر هذه التصريحات إصرار شركات التكنولوجيا الكبرى على الاستمرار في ضخ الأموال لتطوير الذكاء الاصطناعي رغم المنافسة المتزايدة.
التوقعات المستقبلية
على الرغم من تحذيرات بعض المستثمرين من التكاليف المرتفعة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الشركات الأمريكية، إلا أن العديد من الشركات ترى أن النماذج الأقل تكلفة ستسهم في توسيع نطاق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي، وبالتالي زيادة الطلب وتبرير الإنفاق الكبير على البنية التحتية مثل مراكز البيانات.
ثورة DeepSeek
لقد أحدثت شركة DeepSeek ضجة كبيرة في السوق في يناير من خلال طرح نموذج جديد للذكاء الاصطناعي بتكلفة أقل بكثير من تلك التي تستثمرها الشركات الأمريكية، حيث قدرت تكلفته بأقل من 6 ملايين دولار. وقد أثر هذا النموذج على أسهم الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت وألفابت، ما أثار تساؤلات حول كفاءة الإنفاق في هذه الشركات.
الخلاصة
على الرغم من المخاوف التي أثارتها DeepSeek حول التكاليف المرتفعة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فإن شركات التكنولوجيا الكبرى مثل ميتا ومايكروسوفت تظل متمسكة بخططها للاستثمار في هذا المجال، مؤكدة أن التوسع في الذكاء الاصطناعي سيظل أولوية استراتيجية في المستقبل.




