أجمع خبراء مشاركون في “ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي”، ضمن فعاليات “أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي”، على أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للبشر، بل أداة تمكين تعزز من قدراتهم وترتقي بمهاراتهم، مشددين على أهمية الإنسان كمحور رئيسي في رحلة التحول الرقمي.
الإنسان أولاً في عصر الذكاء الاصطناعي
أكد المشاركون في الملتقى، الذي ينعقد برعاية الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أن تعزيز جودة الحياة والارتقاء بقدرات الأفراد هو الهدف الأساسي من توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، داعين إلى تبني نهج تكاملي يوازن بين كفاءة الآلة والقيم الإنسانية.
تحول نحو فرق هجينة يقودها الإنسان ويعززها الذكاء الاصطناعي
وفي جلسة بعنوان “الذكاء الاصطناعي التوليدي بين النمو المتسارع والتصميم الواعي”، قال بانوس ماداموبولوس، المستثمر في “موريس آنجل”، إن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُستلهم من الدماغ البشري، مشيراً إلى أن مستقبل العمل سيشهد تحوّلاً جذرياً نحو فرق هجينة يقودها الإنسان وتدعمها التكنولوجيا.
وأوضح أن المؤسسات الناجحة في عصر الذكاء الاصطناعي لن تكون الأسرع في الأتمتة، بل الأكثر قدرة على توجيه التحول بشكل هادف ومسؤول، مشدداً على ضرورة الاستثمار في المهارات الإنسانية مثل الإبداع والتعاطف واتخاذ القرار.
الذكاء الاصطناعي التوليدي: ثورة في التفكير والتصميم
من جهته، اعتبر سيرجي لوتر، الرئيس التنفيذي للبحث العالمي والتكنولوجيا الإعلانية في شركة “يانغو”، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثل تحولاً عميقاً في طريقة التفكير، وليس مجرد تقدم تقني. وأشار إلى أهمية تطوير حلول ذكية تراعي خصوصية كل سوق من حيث اللغة والثقافة والاحتياجات.
وأكد لوتر أن الذكاء الاصطناعي لا يُلغي الإبداع البشري بل يعيد تشكيله، مضيفاً: “من يعرف كيف يستخدم الذكاء الاصطناعي بطريقة ذكية سيقود المستقبل، لأن الهدف ليس استبدال الإنسان، بل تمكينه من العمل بطرق أكثر كفاءة وابتكارًا.”
ملتقى دولي بمشاركة واسعة من الخبراء والجهات الحكومية
يُقام الملتقى على مدى 4 أيام في “منطقة 2071” بأبراج الإمارات في دبي، ويشهد حضور آلاف المسؤولين والخبراء وصناع القرار من 25 دولة، إلى جانب ممثلين عن 25 شركة عالمية و18 جهة حكومية و60 شركة ناشئة و20 جامعة ومؤسسة بحثية، في منصة تهدف لاستعراض أحدث مشاريع الذكاء الاصطناعي والتقنيات المبتكرة.
ويؤكد هذا الحدث على مكانة دبي كمركز عالمي للابتكار في الذكاء الاصطناعي، ووجهة رئيسية لتطوير تقنيات المستقبل التي تضع الإنسان في قلب التحول الرقمي.
