ألتمان يروّج للمستقبل.. والمبادرة تطرح أسئلة عن الشفافية والنزاهة
أثار مشروع “ملفات OpenAI”، الذي أطلقته منظمتا “مشروع ميداس” و”مشروع الرقابة التقنية” غير الربحيتين، جدلًا واسعًا في الأوساط التقنية والأكاديمية، مع اقتراب البشرية من تطوير ذكاء اصطناعي عام (AGI) قادر على إنجاز أغلب مهام البشر خلال سنوات قليلة، وفقًا لما صرّح به سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI.
ويهدف المشروع إلى تسليط الضوء على هياكل الحوكمة داخل الشركة، وثقافتها التنظيمية، وأداء قادتها، وسط تنامي المخاوف من احتكار الذكاء الاصطناعي من قبل عدد محدود من الأفراد والشركات.
تحول في توجهات OpenAI
بدأت الشركة كمؤسسة غير ربحية بسقف محدود لأرباح المستثمرين، إلا أن الوثائق الجديدة تكشف تحولها التدريجي نحو نموذج ربحي أكثر توسعًا، بهدف جذب استثمارات إضافية. وتُشير الملفات إلى أن هذا التغير يطرح علامات استفهام حول التزام الشركة بأهدافها الأخلاقية الأولية.
التحذير من ثقافة “التهوّر” وتضارب المصالح
تشير “ملفات OpenAI” إلى أن طرح منتجات الذكاء الاصطناعي يجري بوتيرة متسارعة دون توفير ضمانات كافية، وسط ما وصفته المبادرة بـ”ثقافة التهوّر”، وغياب عمليات تقييم أمان شاملة.
كما تتحدث الوثائق عن احتمالات تضارب المصالح، لا سيما ما يتعلق باستثمارات شخصية لرئيس الشركة سام ألتمان في شركات قد تستفيد من تعاونها مع OpenAI، مما يثير مخاوف بشأن النزاهة والشفافية.
العودة إلى أزمة 2023
الملفات تُعيد للأذهان الأزمة التي شهدتها الشركة في نوفمبر 2023، حين حاول عدد من كبار موظفي OpenAI الإطاحة بآلتمان، متهمين إياه بـ”السلوك المخادع والفوضوي”. وكان من بين الأصوات المعارضة آنذاك إيليا سوتسكيفر، كبير العلماء السابق بالشركة، الذي قال صراحة: “لا أعتقد أن سام هو الشخص المناسب لقيادة الذكاء الاصطناعي العام”.
الأسئلة الكبرى: من يتحكم؟
في ظل تطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، يطرح مشروع “ملفات OpenAI” سؤالًا جوهريًا: هل يمكن أن تُترك هذه القوة الهائلة في أيدي قلة من الأفراد؟
تهدف المبادرة إلى دفع النقاش العام نحو مزيد من الشفافية والمساءلة، خاصة مع تعاظم تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاعات الاقتصاد والمجتمع والسياسة وحتى تشكيل المستقبل البشري.
بين وعود ألتمان ومخاوف المنتقدين، تبقى الحاجة إلى حوكمة رشيدة للذكاء الاصطناعي أمرًا لا يمكن تجاهله.




