التنافس في قطاع الذكاء الاصطناعي بين شركتي “ألفابت” و”ميتا” يشهد تطورات متسارعة، حيث تسعى كل منهما للهيمنة على السوق من خلال استثمارات ضخمة ومشاريع طموحة تهدف إلى تأمين الريادة في المستقبل؛ فبينما تركز “ألفابت” على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي وتعزيز موقعها في أسواق الحوسبة السحابية، تسعى “ميتا” بدورها إلى تقديم حلول منافسة عبر تطوير محركات بحث وتقنيات مبتكرة قد تحد من اعتمادها على “جوجل”، في وقت تتزايد فيه التوترات في هذا القطاع الذي يتسم بالمنافسة الشديدة والفرص الكبيرة التي قد تُغير ملامح السوق التكنولوجي على المدى البعيد.
مايكروسوفت وأمازون
ومع تكثيف الشركات الكبرى مثل “مايكروسوفت” و”أمازون” استثماراتها في الحوسبة السحابية، تتوقع الدراسات أن تصل النفقات الرأسمالية لهذه الشركات إلى تريليون دولار في غضون خمس سنوات، مما يعكس حجم التحولات التي يشهدها هذا المجال الذي بات يشكل محورًا أساسيًا في الاستراتيجيات التكنولوجية لهذه الشركات العملاقة؛ فاستثمارات “ألفابت” في الحوسبة السحابية قد بدأت تؤتي ثمارها بشكل ملحوظ، إذ زادت مبيعاتها في هذا المجال بنسبة 35%، مما يعكس تأثير هذه التقنية في نمو أرباحها في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب على خدمات الحوسبة السحابية.
الذكاء الاصطناعي
على الجانب الآخر، يبدو أن الذكاء الاصطناعي قد أصبح محركًا رئيسيًا في زيادة الإيرادات بالنسبة لـ “ألفابت”؛ إذ أشار الرئيس التنفيذي، سوندار بيتشاي، إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح يساهم بشكل كبير في كتابة الأكواد الجديدة التي تستخدمها “جوجل”، وهو ما يفتح المجال أمام الشركة لتحقيق المزيد من العوائد المترتبة على تطور هذه التقنيات. ومع هذه التطورات، تتعاظم التوترات بين الشركات؛ إذ يزيد التنافس في سوق الذكاء الاصطناعي بين “ألفابت” و”ميتا” بشكل متسارع، في وقت يهيمن فيه “جوجل” على حوالي 90% من سوق البحث عبر الإنترنت، وهو ما يجعل من الصعب على الشركات الناشئة مثل “إكس إيه آي” التابعة لإيلون ماسك و”بيربليكسيتي” منافسة هذه الهيمنة دون تقديم حلول تكنولوجية جديدة ومبتكرة.
استثمارات ضخمة
رغم التنافس الشديد، تشير التقديرات إلى أن الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال استثمارات ضخمة أو من خلال تطور تقنيات الحوسبة السحابية، يمثل المجال الأهم للمستقبل، وهو ما يعكس التوجهات الاستراتيجية لهذه الشركات، حيث تعتقد معظم التقارير أن الذكاء الاصطناعي العام قد يكون المفتاح لفرص أرباح هائلة في المستقبل، إذ يقدر أن الحوسبة السحابية قد تسهم في إضافة تريليونات الدولارات إلى أرباح الشركات العالمية في السنوات القادمة.
هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى على الذكاء الاصطناعي
وكل هذه المعطيات تجعل من الصعب تحديد الفائز النهائي في هذا الصراع، إذ أن الاستثمار الضخم في هذا المجال، رغم المخاطر المرتبطة به، يبدو منطقيًا بالنظر إلى الأرباح المحتملة التي قد تجنيها الشركات في حال تمكنت من التميز في هذا السباق التكنولوجي، وهو ما يبقي السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت “ألفابت” ستظل في الصدارة أم أن الشركات المنافسة ستستطيع تجاوزها في المستقبل.