ميتا تبني مركز بيانات ذكاء اصطناعي ضخم في لويزيانا وسط مخاوف بيئية

تتجه شركة ميتا لبناء أكبر مركز بيانات لها مخصص لتقنيات الذكاء الاصطناعي في ولاية لويزيانا، وهو مشروع ضخم يستدعي بناء ثلاث محطات طاقة جديدة تعمل بالغاز الطبيعي لتلبية احتياجاته من الكهرباء. يأتي هذا التطور في ظل ضغوط متزايدة من المشرعين والمدافعين عن البيئة الذين يطالبون ميتا بتوضيح كيفية تقليل التلوث الناتج عن استهلاك مركز البيانات للطاقة.

تساؤلات المشرعين حول استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون

وجه السيناتور شيلدون وايتهاوس، عضو لجنة البيئة والأشغال العامة بمجلس الشيوخ الأمريكي، رسالة إلى مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، طالب فيها بتقديم بيانات واضحة حول كمية الطاقة التي سيستهلكها المركز الجديد، وكذلك الانبعاثات الناتجة عن تشغيله. وأشار السيناتور في رسالته إلى أن الاعتماد على الغاز الطبيعي لتشغيل مركز البيانات يتناقض مع الالتزامات المناخية التي أعلنتها الشركة سابقًا.

الطلب المتزايد على الكهرباء ومخاوف بيئية

في ظل التوسع السريع لشركات التكنولوجيا في بناء مراكز بيانات لتدريب وتشغيل أدوات الذكاء الاصطناعي، يرتفع الطلب على الكهرباء بشكل كبير. وتعمل شركة الطاقة “إنتيرجي” على تطوير بنية تحتية جديدة تعتمد على الغاز الطبيعي لتلبية هذا الطلب في لويزيانا، مما أثار مخاوف بشأن التأثيرات البيئية والصحية المحتملة على المجتمعات المحلية.

وأكد السيناتور وايتهاوس في بيان صحفي أن تراجع ميتا عن تعهداتها المناخية قد يؤدي إلى أضرار اقتصادية وبيئية أوسع نطاقًا، في وقت يتطلب فيه العالم مسؤولية مؤسسية أكبر في مواجهة تحديات تغير المناخ.

التزام ميتا بالحياد الكربوني وتحديات الذكاء الاصطناعي

في عام 2020، أعلنت ميتا التزامها بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية في جميع عملياتها، بما يشمل سلسلة التوريد واستخدام المستهلكين لمنتجاتها، بحلول نهاية العقد. لكن التقرير الأخير للاستدامة يشير إلى أن البصمة الكربونية للشركة ازدادت بسبب توسعها في مجال الذكاء الاصطناعي.

تسعى ميتا إلى تقليل انبعاثاتها من خلال موازنة استهلاك الكهرباء مع شراء طاقة متجددة، وهي استراتيجية شائعة بين شركات التكنولوجيا الكبرى لدعم مشاريع الطاقة النظيفة وتقليل الآثار البيئية المرتبطة بمراكز البيانات.

القلق المتزايد من استمرار التلوث المحلي

يرى خبراء البيئة أن استراتيجية شراء الطاقة المتجددة ليست كافية لاحتواء الأضرار البيئية التي تحدثها مراكز البيانات، خاصة مع الاعتماد المتزايد على الوقود الأحفوري لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء. ويظهر هذا التحدي بوضوح في مقاطعة ريتشلاند بولاية لويزيانا، حيث يتم تنفيذ مشروع ميتا الضخم.

تفاصيل مشروع مركز بيانات ميتا في لويزيانا

أعلنت شركة ميتا في ديسمبر الماضي عن استثمار يصل إلى 10 مليارات دولار في إنشاء مركز بيانات يغطي مساحة 4 ملايين قدم مربع، تعادل حوالي 70 ملعب كرة قدم. المشروع غير قابل للتنفيذ ما لم يتم ضمان توفير الكهرباء الكافية للخوادم، وهو ما تعمل عليه الشركة بالتعاون مع شركة “إنتيرجي” للطاقة.

واقترحت شركة “إنتيرجي” بناء ثلاث محطات طاقة جديدة تعمل بالغاز، بقدرة إجمالية تصل إلى 2260 ميجاوات، لدعم مركز البيانات. إلا أن هذه المحطات تحتاج إلى موافقات تنظيمية قبل بدء التنفيذ.

خاتمة

يشكل بناء مركز بيانات ميتا في لويزيانا نموذجًا لتحديات التوازن بين التطور التكنولوجي والتزام الشركات بالمسؤولية البيئية. مع تزايد الضغوط من المشرعين والمدافعين عن البيئة، يبقى التساؤل حول مدى قدرة الشركات الكبرى على التوفيق بين النمو السريع في مجال الذكاء الاصطناعي والالتزامات المناخية المستدامة في المستقبل القريب.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1320

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *