ميتا تطلق نماذج ذكاء اصطناعي ذاتية التقييم لتقليل الحاجة للتدخل البشري

نموذج “المقيم ذاتي التقييم” من ميتا

أعلنت شركة ميتا، المالكة لفيسبوك، عن إطلاق مجموعة من نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة، أبرزها نموذج “المقيم ذاتي التقييم”. ويهدف هذا النموذج إلى تقليل الحاجة للتدخل البشري في عملية تطوير الذكاء الاصطناعي، مما يساهم في خفض التكاليف وتبسيط العمليات المعقدة.

ويأتي هذا الطرح بعد نشر ميتا لورقة بحثية في أغسطس توضح اعتمادها على تقنية “سلسلة التفكير” المشابهة لتقنية نماذج O1 من OpenAI، والتي تعتمد على تقسيم المشكلات المعقدة إلى خطوات منطقية أصغر لزيادة دقة الاستجابات.

تقنية “سلسلة التفكير” وتحسين الدقة

تعتمد تقنية “سلسلة التفكير” على تجزئة المشكلات الكبيرة إلى خطوات أصغر، مما يحسن من قدرة النماذج على تقديم إجابات دقيقة لموضوعات تتطلب دقة عالية مثل العلوم والبرمجة والرياضيات. ويُعد هذا التوجه جزءًا من محاولات ميتا لتحسين كفاءة الذكاء الاصطناعي، حيث استخدم باحثو الشركة بيانات مولدة بالذكاء الاصطناعي لتدريب نموذج “المقيم”، دون الاعتماد على أي مدخلات بشرية في تلك المرحلة.

نظرة مستقبلية نحو الذكاء الاصطناعي المستقل

أوضح باحثان في ميتا أن الهدف من المشروع هو تطوير نظام ذكاء اصطناعي يمكنه تقييم نفسه، مما يتيح إمكانية الوصول إلى مرحلة يستطيع فيها الذكاء الاصطناعي التعلم من أخطائه دون تدخل بشري. ويأمل الخبراء في هذا المجال أن تؤدي هذه الابتكارات إلى تطوير مساعدين رقميين ذوي قدرات عالية، قادرين على تنفيذ مجموعة واسعة من المهام باستقلالية تامة.

إلغاء الحاجة إلى “التعلم المعزز من ردود الفعل البشرية”

تسعى ميتا من خلال هذه النماذج الجديدة إلى التخلص من عملية “التعلم المعزز من ردود الفعل البشرية” التي تتطلب تدخل خبراء بشريين، مما يقلل من الحاجة إلى مدخلات متخصصة، ويقلل التكاليف والوقت اللازمين لتدريب الذكاء الاصطناعي على التفاعل الفعّال. هذه الخطوة تمثل تقدمًا كبيرًا نحو تطوير ذكاء اصطناعي قادر على التحسين الذاتي دون مساعدة خارجية.

رؤية الباحثين لآفاق الذكاء الاصطناعي

أعرب جيسون ويستون، أحد الباحثين الرئيسيين في المشروع، عن تطلعه إلى أن يصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على التحقق الذاتي من عمله بدقة تتفوق على الإنسان العادي. وأكد على أهمية قدرة الذكاء الاصطناعي على التعلم الذاتي والتقييم المستقل كأحد الأسس للوصول إلى مستوى “ذكاء خارق” يماثل أو يتجاوز الذكاء البشري في أداء المهام.

مبادرات مماثلة من شركات أخرى

لم تكن ميتا الوحيدة في هذا المجال، فقد قامت شركات أخرى مثل Google وAnthropic بنشر أبحاث حول مفهوم “التعلم المعزز من تعليقات الذكاء الاصطناعي” (RLAIF). ومع ذلك، تختلف ميتا عن تلك الشركات في حرصها على إتاحة نماذجها للاستخدام العام، مما يجعل هذه التقنيات متاحة على نطاق أوسع للمطورين والباحثين.

تحديثات ميتا على أدوات الذكاء الاصطناعي

كما أطلقت ميتا تحديثات إضافية على أدواتها الذكاء الاصطناعي، من بينها تحديث لنموذج تعريف الصورة المعروف باسم Segment Anything، وهو أداة جديدة تساعد في تسريع عملية إنشاء الاستجابات الذكية وتطوير مجموعات بيانات مخصصة. تشمل هذه الأدوات الجديدة أيضًا إمكانيات لاكتشاف مواد غير عضوية جديدة، مما يفتح آفاقًا واسعة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 127

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *