نحو 80% من حركة الإنترنت تنتقل إلى شات جي بي تي.. تراجع استخدام كروم بعد صعود الذكاء الاصطناعي

توسع استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي يهدد هيمنة متصفح غوغل

كشف هاني نوفل، الرئيس الإقليمي للتكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى شركة NTT DATA، عن تغيرات جذرية في جوجل كروم” تراجعت بشكل ملحوظ بعد إطلاق “شات جي بي تي” من قبل شركة OpenAI.

وقال نوفل في تصريحات لقناة “العربية Business”، إن 80% من حركة الإنترنت أصبحت تتم عبر “شات جي بي تي”، نتيجة الاعتماد المتزايد من المستخدمين على تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي توفر تفاعلًا مباشرًا وسلسًا.

مليارات المستخدمين أمام تحدٍ جديد

أوضح نوفل أن “غوغل كروم” لا يزال يضم أكثر من 3.5 مليار مستخدم حول العالم، إلا أن التوجه المتسارع نحو أدوات الذكاء الاصطناعي يهدد حصة المتصفح السوقية، لا سيما بعد دخول OpenAI بقوة على هذا المسار.

OpenAI تطلق متصفحها وتنافس غوغل

وأشار نوفل إلى أن شركة OpenAI قررت إطلاق متصفحها الخاص بهدف تعزيز تواجدها الرقمي، وزيادة معدلات الاحتفاظ بالمستخدمين، مع التركيز على تنمية الإيرادات والاستحواذ على حصة من سوق الإعلانات الرقمية، وهي السوق التي تهيمن عليها غوغل منذ سنوات.

وأضاف: “جوجل كروم يستحوذ حاليًا على نحو ثلثي حركة التصفح على الإنترنت، وهو ما يجعل طموح OpenAI في هذا القطاع بمثابة تحدٍ مباشر لهيمنة غوغل.”

بيانات المستخدمين في قلب المنافسة

شدد نوفل على أن بيانات المستخدمين تمثل أحد الأهداف الاستراتيجية لشركات التكنولوجيا، مشيرًا إلى أن OpenAI تسعى للاستفادة من هذه البيانات لتطوير خدماتها وتعزيز عوائدها، في ظل الإقبال الكبير من المستثمرين على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

خصوصية المستخدمين بين التوسع والتنظيم

وحول المخاطر المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي، أكد نوفل أن المخاوف المتعلقة بالخصوصية لن تختفي، خاصة في ظل النمو المستمر لهذا القطاع.

وأوضح أن الحفاظ على الخصوصية يظل أمرًا معقدًا، تمامًا كما حدث مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن الجهات التشريعية تبذل جهودًا لفرض القوانين التنظيمية وإجبار الشركات الكبرى على احترام بيانات المستخدمين، وذلك عبر فرض غرامات مالية كبيرة عند رصد مخالفات.

تشريعات جديدة لحماية المستخدمين

وأكد نوفل أن المرحلة المقبلة ستشهد زيادة في التشريعات الخاصة بتنظيم الذكاء الاصطناعي، وذلك بهدف خلق توازن بين استفادة الشركات من الذكاء الاصطناعي، وحماية حقوق المستخدمين وبياناتهم الشخصية.

ويأتي ذلك في وقت تتسارع فيه وتيرة المنافسة في قطاع المتصفحات الذكية، حيث تسعى الشركات الكبرى للاستحواذ على أكبر شريحة ممكنة من حركة التصفح وسلوك المستخدم الرقمي، مما ينذر بتحولات كبرى في مشهد الإنترنت خلال السنوات القليلة المقبلة.

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 967

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *