في خطوة جديدة نحو تحسين التفاعل بين الإنسان والروبوت، طورت مجموعة من الباحثين في مركز الفضاء الألماني، نظامًا جديدًا يتيح للروبوتات استشعار اللمس البشري دون الحاجة إلى تغطيتها بجلد صناعي متطور.
وبحسب النسخة الإنجليزي من موقع MIT Technology Review، التابع لمعهد ماساتشوستس الأمريكي للتكنولوجيا، يمثل هذا الابتكار خطوة مهمة نحو تطوير روبوتات قادرة على التفاعل بشكل أكثر بديهية مع البشر.
في هذا النظام، الذي نُشر مؤخرا في مجلة Science Robotics، تم تطوير طريقة جديدة تعتمد على إحساس العزم (القوة الدورانية) لاستشعار اللمس، بدلاً من الاعتماد فقط على أجهزة استشعار الجلد الصناعي.
اقرأ أيضا: ميتسوبيشي تُكافح لتلبية الطلب المتزايد على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي
فعند الضغط على جسم الإنسان، يمكن الإحساس باللمس عبر الجلد أو عبر المفاصل، وهو ما قام الباحثون بإعادة إبداعه في نظامهم الجديد.
6 أجهزة استشعار
يتضمن الذراع الروبوتي الجديد ستة أجهزة استشعار، يمكن لكل منها تسجيل كميات صغيرة جداً من الضغط على أي جزء من الجهاز، وبعد قياس دقيق لقوة الضغط وزاويته، يمكن لسلسلة من الخوارزميات تحديد مكان اللمس وتحليل ما يحاول الشخص إيصاله للروبوت.
على سبيل المثال، يمكن للشخص رسم حروف أو أرقام على سطح الذراع الروبوتي بإصبعه، وسيفهم الروبوت التعليمات من هذه الحركات.
اقرأ أيضا: مهندسو الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت يتقاضون “أعلى الرواتب”
يقول الباحث ماجد إسكندر، من مركز الفضاء الألماني والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن هذا النظام يجعل كل شبر من الروبوت بمثابة شاشة تعمل باللمس، لكن بدون التكلفة أو الهشاشة التي تتميز بها هذه الشاشات.
وأضاف إسكندر: “تفاعل الإنسان مع الروبوت، حيث يمكن للإنسان التفاعل مع الروبوت وتوجيهه عن قرب، لا يزال غير مثالي، لأن الإنسان يحتاج إلى جهاز إدخال. ولكن إذا كان بالإمكان استخدام الروبوت نفسه كجهاز إدخال، فإن التفاعلات ستصبح أكثر سلاسة.”
وسيلة أرخص وأبسط
ويمكن لهذا النظام أن يقدم وسيلة أرخص وأبسط لتزويد الروبوتات بحاسة اللمس وتوفير طريقة جديدة للتواصل معها، هذا الأمر قد يكون ذا أهمية خاصة للروبوتات الكبيرة، مثل الروبوتات الشبيهة بالبشر، التي تستمر في تلقي استثمارات ضخمة من رأس المال الاستثماري.
اقرأ أيضا: طُلب من هاتف Pixel 9 Pro أن يصف نفسه.. وهذا ما قاله!
وأشار كالوجيرو ماريا أودو، وهو روبوتيست يقود مختبر اللمس العصبي الروبوتي في معهد الروبوتات الحيوية (ولم يكن مشاركا في هذه الدراسة)، إلى أن هذا التطوير مهم لأنه يجمع بين أجهزة الاستشعار والاستخدام الأنيق للرياضيات لرسم خرائط اللمس، وأساليب الذكاء الاصطناعي الحديثة لتوحيد كل ذلك.
تفاؤل رغم التحديات
ورغم التفاؤل الكبير، هناك بعض التحديات، فالنظام الحالي لا يمكنه التعامل مع أكثر من نقطتي اتصال في نفس الوقت، ففي بيئة مثل المصنع، قد لا يكون هذا مشكلة، ولكن في أماكن أخرى حيث التفاعلات بين الإنسان والروبوت أقل قابلية للتنبؤ، قد تظهر بعض القيود.
كما أن أجهزة الاستشعار اللازمة لنقل الإحساس باللمس إلى الروبوت، رغم توفرها تجاريًا، يمكن أن تكلف عشرات الآلاف من الدولارات.
وبشكل عام، يتوقع أودو مستقبلاً يتم فيه دمج أجهزة الاستشعار القائمة على الجلد والمفاصل معاً لمنح الروبوتات إحساساً أكثر شمولاً باللمس.