هل تتحول الأجهزة القابلة للارتداء إلى البوابة الكبرى للذكاء الاصطناعي؟

سباق الشركات نحو دمج الذكاء الاصطناعي

تتنافس شركات الهواتف والتكنولوجيا على تسريع دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، ولم يعد الأمر مقتصرًا على الهواتف أو الحواسيب، بل امتد ليشمل الساعات الذكية، السماعات اللاسلكية، النظارات، وحتى الخواتم الذكية.
هذا الدمج لم يعد مجرد ميزة إضافية، بل أصبح جوهر التجربة الرقمية التي تبنيها الشركات عبر أنظمة مغلقة تضمن بقاء المستخدم داخل منظومتها.

لماذا الأجهزة القابلة للارتداء؟

يرى خبراء مثل سانديب واريتش (رئيس قسم منتجات بيكسل في غوغل) أن الأجهزة القابلة للارتداء تمثل البوابة المثالية للذكاء الاصطناعي، لسببين رئيسيين:

  1. المصاحبة المستمرة: فهي تلازم المستخدم طوال اليوم، على المعصم أو في الأذن أو حتى على الوجه.
  2. جمع البيانات الغنية: مثل معدل ضربات القلب، الحركة، الموقع، وحتى تفضيلات المستخدم اليومية.

تتيح هذه البيانات للنماذج الذكية تقديم خدمات شخصية فورية، مثل المساعدة في التمارين، اقتراح قرارات صحية، أو الرد على الأسئلة أثناء ممارسة الأنشطة دون الحاجة إلى إخراج الهاتف.

سباق الرؤى المختلفة

  • جوجل: تراهن على الأجهزة القابلة للارتداء كساعات وخواتم لدمج خدماتها الذكية مثل Google Assistant وFitbit.
  • ميتا: تسعى للهيمنة عبر النظارات الذكية التي تفتح بوابة مباشرة إلى شبكاتها الاجتماعية ومساعديها الذكيين.
  • رابيت (Rabbit): جربت تطوير جهاز صغير (R1) يعتمد كليًا على الذكاء الاصطناعي ليحل محل الهاتف الذكي، لكنه لم يحقق الانتشار المتوقع.
  • شركات المنازل الذكية: تحاول دمج الذكاء الاصطناعي في أجهزة التحكم المنزلي لتوفير تجربة سلسة شاملة.
  • سام ألتمان وجوني إيف: يعملان سرًا على جهاز ذكاء اصطناعي جديد لم يُكشف عنه بعد، ما يزيد الغموض والتشويق حول شكل الجيل المقبل من العتاد.

التحديات أمام التحول

  • تسارع التطور التقني: النماذج الذكية تتطور بسرعة تفوق قدرة الشركات على إنتاج أجهزة ثابتة، ما يجعل أي رؤية مستقبلية قصيرة العمر.
  • غياب النموذج الواحد للنجاح: لا توجد صيغة واضحة مثلما كان الحال مع الهواتف الذكية، بل يظل النجاح رهينًا بقدرة الشركات على تقديم استخدامات يومية واقعية ومفيدة.
  • خطر العزلة التقنية: سعي كل شركة لبناء “حديقة مغلقة” قد يقيّد حرية المستخدمين ويزيد من تجزئة السوق.

الأجهزة القابلة للارتداء تبدو اليوم المرشح الأقوى لتكون البوابة الطبيعية للذكاء الاصطناعي، بفضل قربها المستمر من الإنسان وقدرتها على جمع بيانات ثرية. لكن السباق ما زال في بدايته، والنجاح لن يتحقق إلا عبر دمج الذكاء الاصطناعي بشكل سلس، عملي، وغير متكلف في حياة الناس اليومية.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1319

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *