هل تنقذنا المركبات ذاتية القيادة من الحوادث؟ الذكاء الاصطناعي يقود ثورة السلامة على الطرق

نسبة 90%  من الحوادث بسبب البشر.. و”وايمو” تُثبت فعالية السيارات الذكية

تتسارع وتيرة تطوير المركبات ذاتية القيادة حول العالم، وسط آمال كبيرة بأن تسهم هذه التكنولوجيا، المدعومة بالذكاء الاصطناعي، في تقليل الحوادث المرورية وإنقاذ الأرواح. وبينما يُنظر إليها على أنها مستقبل النقل، فإن التحديات لا تزال قائمة، رغم التقدم الملحوظ في السنوات الأخيرة.

الذكاء الاصطناعي في قلب أنظمة القيادة الذاتية

تُشير دراسة نشرها موقع “نيتشر” إلى أن الأخطاء البشرية تقف وراء 90% من الحوادث المرورية، ما يعزز أهمية تطوير مركبات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقليل تلك الأخطاء وتحسين مستويات الأمان.

ووفق دراسة مشتركة بين Waymo وSwiss Re، فإن سيارات “وايمو” ذاتية القيادة قللت مطالبات الأضرار المادية بنسبة 88%، والإصابات الجسدية بنسبة 92%، مقارنة بالمركبات التي يقودها البشر، وفق ما أورده موقع “ذا فيرج”.

أنظمة ذكية تقلل من الانحراف والتشتت

توفر المركبات الذاتية القيادة أنظمة متقدمة مثل التحكم بالثبات، والفرملة التلقائية، والحفاظ على المسار، والتي تعمل بدقة أعلى من ردود فعل السائق البشري، مما يقلل من خطر الحوادث الناتجة عن التعب أو التشتت.

لكن في الوقت نفسه، تؤكد تقارير مثل تقرير “BBC” أن تلك الأنظمة ليست مثالية بالكامل، حيث سُجلت حوادث فعلية خلال اختبارات “الروبوتاكسي” في دول مختلفة، ما يسلط الضوء على أهمية استمرار المراقبة والتحسينات التقنية.

كيف يعمل الذكاء الاصطناعي داخل السيارة؟

يعتمد نظام القيادة الذاتية على مزيج من المستشعرات (كاميرات، ليدار، رادارات) التي ترصد البيئة المحيطة، ثم تُحلل البيانات فورياً عبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات دقيقة في الزمن الحقيقي، مثل التوجيه، التسارع، والفرملة.

ويُستخدم التعلم العميق لتصنيف الكائنات، والتنبؤ بحركتها، والتخطيط للمسار الأمثل، ما يمنح المركبة القدرة على التصرف في مواقف غير متوقعة، دون الحاجة إلى خرائط مُعدّة مسبقًا.

تجارب عالمية.. ونماذج متقدمة في السوق

تعتمد شركات مثل “تسلا” على نظام “Autopilot”، فيما تستخدم “وايمو” أكثر من 40 مستشعرًا متطورًا (ليدار، كاميرات، رادارات) لرؤية شاملة للطريق، بحسب موقع “بيزنس إنسايدر”.

وبالفعل بدأت مدن مثل سان فرانسيسكو وفينيكس في الولايات المتحدة، تجارب موسعة لـ”الروبوتاكسي”، بينما تسعى دول مثل المملكة المتحدة لتبني المركبات ذاتية القيادة بالكامل بحلول 2027.

التحديات القانونية وتقبّل الجمهور

رغم التقدم التكنولوجي، لا تزال هناك عوائق تنظيمية وثقافية. فقد أظهرت استطلاعات أن 37% من البريطانيين لا يشعرون بالراحة لركوب مركبة دون سائق، ما يؤكد الحاجة إلى تعزيز الثقة العامة عبر التجارب الواقعية والضوابط القانونية.

وتبدي شركات كبرى مثل “أوبر” استعدادها الكامل لإطلاق سيارات أجرة ذاتية القيادة فور تهيئة الأطر القانونية، بحسب تقرير “BBC”.

هل القيادة البشرية في طريقها إلى الزوال؟

الواقع يشير إلى أن القيادة الذاتية الكاملة ليست بعيدة، لكن الاعتماد عليها بشكل تام لا يزال يتطلب سنوات من التطوير والتجارب. وفي المرحلة الانتقالية، سيبقى وجود السائق البشري ضرورياً كمراقب لضمان السلامة.

ومع تطور نظم الذكاء الاصطناعي القائمة على التعلم المستمر، ستزداد كفاءة هذه المركبات، وقد نصل قريبًا إلى نقطة تتحرك فيها السيارات بأمان تام دون تدخل بشري، ما يُبشر بثورة حقيقية في السلامة المرورية.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 967

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *