تحذيرات من المبالغة في التوقعات تجاه الذكاء الاصطناعي
رغم الآمال الكبيرة المعلقة على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإنتاجية وتوفير الوقت، تشير دراسات حديثة إلى أن تأثيرها الفعلي على كفاءة العمل قد لا يكون فورياً كما يُروج له.
العديد من الخبراء يحذرون من تكرار نفس “الوهم” الذي رافق دخول الحواسيب إلى بيئات العمل قبل عقود، حين وُعدت المؤسسات بثورة في الأتمتة والكفاءة، ولكن النتائج تأخرت لسنوات طويلة.
دراسة تكشف: الذكاء الاصطناعي لم يوفر سوى 3% من الوقت
بحسب دراسة نشرها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية في مايو، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي ساعد في تقليل الوقت بنسبة لم تتجاوز 3% فقط، رغم الادعاءات السابقة التي تحدثت عن زيادات تصل إلى 40% في الإنتاجية.
كما أظهرت دراسات أخرى أن الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي في المهام الذهنية المعقدة قد يؤدي إلى انخفاض الحافز بين الموظفين، ويؤثر سلبًا على أدائهم.
مفارقة الإنتاجية.. الدرس من تجربة الحواسيب
يعيش العالم اليوم فصلًا جديدًا من “مفارقة الإنتاجية”، وهو مصطلح ظهر عندما لم تُترجم ثورة المعلومات والحواسيب إلى مكاسب إنتاجية مباشرة.
فعلى الرغم من التقدم الكبير في تقنيات الحوسبة منذ ستينيات القرن الماضي، إلا أن قطاع الخدمات ظل من أقل القطاعات تحقيقًا لنمو في الإنتاجية خلال العقود الأولى من عصر الرقمنة.
الكهرباء والحوسبة.. التحولات التقنية لا تؤتي ثمارها سريعًا
يشير الاقتصادي بول ديفيد إلى ما يُعرف بـ”فرضية التأخر الزمني”، والتي تفترض أن التكنولوجيا تحتاج سنوات طويلة قبل أن تظهر نتائجها على الإنتاجية الفعلية.
على سبيل المثال، رغم تفوق الكهرباء على البخار كمصدر طاقة، إلا أن المصانع احتاجت حوالي 40 عامًا لإعادة تنظيم نفسها والاستفادة الكاملة من الكهرباء.
الذكاء الاصطناعي ليس استثناءً.. بل قد يواجه التحديات نفسها
الذكاء الاصطناعي اليوم يُنظر إليه كمنقذ محتمل للإنتاجية، لكن يبدو أنه يواجه ذات التحديات التي واجهتها الحواسيب والكهرباء في بداياتها.
الأنظمة القديمة لا تزال متداخلة مع الجديدة، والشركات تنفق بشكل كبير على الأدوات الذكية دون إعادة هيكلة جذرية لطرق العمل، مما يقلل من فرص تحقيق مكاسب فورية.
الآمال واقعية.. ولكن النتائج تحتاج إلى وقت
أجمع عدد من الاقتصاديين على أن الذكاء الاصطناعي سيحدث فرقًا حتميًا على المدى الطويل، ولكن الرهان على نتائج سريعة قد يؤدي إلى خيبة أمل.
من المهم إدارة التوقعات بدقة، والتعامل مع التقنية الجديدة كجزء من تحول تدريجي يتطلب الاستثمار في البنية التحتية والتدريب وتغيير الثقافة التنظيمية.




