تحذر تقارير بحثية وإخبارية من أن الذكاء الاصطناعي قد يعمّق فجوة التنمية بين الدول الغنية والنامية، ويعيد إنتاج تفاوتات اقتصادية مشابهة لتلك التي رافقت الثورة الصناعية. فبينما تستفيد الدول المتقدمة من بنى رقمية ضخمة واستثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي، تواجه الدول منخفضة الدخل صعوبات متزايدة في اللحاق بركب التطور التكنولوجي.
فجوة القدرات الرقمية تتسع
الدول الغنية: تملك بنية رقمية متقدمة، شبكات حماية اجتماعية قوية، ونظم بيانات ضخمة تمنحها ميزة شبه احتكارية على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
الدول الفقيرة: تصل نسبة الاتصال بالإنترنت إلى 27% فقط، مقارنة بـ 93% في الدول الغنية، وتكلفة الإنترنت تمثل 31% من الدخل الشهري للفرد، ما يحدّ من الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.
وفق بيانات مركز التنمية العالمية، جذبت الولايات المتحدة وحدها 67.2 مليار دولار استثمارات في الذكاء الاصطناعي عام 2023، بينما أنتجت 61 نموذجًا بارزًا، ما يوسع الفجوة مع الدول الأخرى.
صدمات اقتصادية غير متكافئة
الدول المتقدمة قادرة على التكيف مع أتمتة الوظائف وخسائر العمالة بفضل سياسات إعادة التأهيل والشبكات الاجتماعية.
الدول منخفضة الدخل تواجه هشاشة اقتصادية، ارتفاع العمالة غير الرسمية، وضعف شبكات الأمان، ما قد يحول أي صدمة ناتجة عن الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الفقر وتعطّل الأسواق.
نموذج التنمية التقليدي تحت الضغط
الاستخدام المتزايد للروبوتات وتقنيات الأتمتة يضعف قدرة قطاع التصنيع كثيف العمالة في الدول النامية على استيعاب العمالة ونقلها من الأنشطة الريفية، كما حدث في آسيا سابقًا. على سبيل المثال، قد تختفي نحو 60% من وظائف صناعة الملابس في بنغلاديش بحلول 2030 بسبب الأتمتة.
الإنسان أولًا قبل التقنية
يشدد تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على ضرورة وضع الإنسان في صميم السياسات:
- ضمان شمول الفئات الأكثر تهميشًا (كبار السن، المجتمعات الريفية، المتأثرين بالنزاعات) في برامج الدعم.
- توفير تعليم رقمي، وظائف جديدة، أنظمة دفع، وخدمات رقمية متاحة للجميع.
- وضع أطر تنظيمية صارمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بعدالة وشفافية.
المستقبل لا يزال قابلًا للتغيير
على الرغم من المخاطر، يمكن للسياسات الصحيحة أن تحول الذكاء الاصطناعي إلى رافعة للتنمية بدلاً من أداة لتعميق التفاوت العالمي، عبر:
- الاستثمار في البنية التحتية الرقمية والتعليم.
- تعزيز التعاون الدولي ومشاركة المعرفة التقنية.
- حماية الفئات الأكثر عرضة للصدمات الاجتماعية والاقتصادية.




