“ويت سكريبت”: أداة تولّد النكات من عناوين الأخبار والصور
في عصر توسّعت فيه تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتشمل البرمجة والعلوم الإنسانية، قرر الكاتب الكوميدي الشهير جو توبلين اختبار قدرة هذه التكنولوجيا على إنتاج الفكاهة.
وجاءت النتيجة على شكل أداة ذكاء اصطناعي تُدعى “ويت سكريبت” (Witscript)، وهي تطبيق ويب مدفوع يعمل على توليد نكات ساخرة من خلال تحليل العناوين الإخبارية أو الصور أو النصوص التي يزوّده بها المستخدم.
منافسة مباشرة بين الإنسان والآلة في لوس أنجلوس
اختبر توبلين أداة “ويت سكريبت” في مسابقة استمرت ثلاثة أيام بمدينة لوس أنجلوس، حيث طُلب من الجمهور تقييم نكات من تأليف الذكاء الاصطناعي وأخرى من تأليفه، دون معرفة مصدر كل نكتة.
وأظهرت النتائج، بالتعاون مع عالم الأعصاب والكوميديا أوري أمير، أن ردود فعل الجمهور على نكات الذكاء الاصطناعي كانت متقاربة جدًا مع تفاعلهم مع النكات البشرية.
“شات جي بي تي” يقلّد أسلوب مجلة The Onion
في تجربة منفصلة، وجد الباحث في علم النفس الاجتماعي درو غورينز من جامعة جنوب كاليفورنيا، أن نموذج “شات جي بي تي 3.5” قادر على توليد نصوص بأسلوب مجلة “ذا أونيون” الساخرة بعد تزويده بـ50 عنوانًا منها، مما يفتح الباب أمام استخدام الذكاء الاصطناعي في محاكاة أساليب كوميدية شهيرة.
لكن هل يفهم الذكاء الاصطناعي النكتة؟
رغم النتائج الإيجابية، يطرح الخبراء تساؤلات حول مدى فهم النماذج اللغوية للسياق الثقافي والاجتماعي الذي تولد فيه النكات.
ويرى الباحث تريستان ميلر أن تعلم الفكاهة هو جزء جوهري من سعي الذكاء الاصطناعي لمحاكاة التجربة البشرية، مؤكدًا أن الفكاهة من أكثر عناصر اللغة إنسانية وتعقيدًا.
التحفظات: هل يعيد الذكاء الاصطناعي النكات النمطية؟
تحذر تقارير متخصصة من قدرة الذكاء الاصطناعي على إعادة إنتاج الصور النمطية السلبية التي يتضمنها محتوى فكاهي متداول على الإنترنت، ما قد يجعله يُنتج نكات غير لائقة أو منحازة دون وعي بذلك.
البشر ما زالوا في الصورة
تجربة توبلين أثبتت أن التقييم البشري لا يزال ضروريًا، إذ اختار بنفسه النكات الأفضل من التي ولّدها “ويت سكريبت”، مما يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه بعد التفريق بدقة بين ما هو مضحك وما هو باهت.
الفكاهة ليست مجرد كلمات.. بل نوايا ومشاعر
يشير الباحث في اللغويات الحاسوبية كريستيان هيمبلمان إلى أن النكات الجيدة تعتمد على النية والمعنى والسياق العاطفي، وهي عناصر لا يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاتها بالكامل حتى الآن.
هل المستقبل يحمل “كوميديانًا آليًا”؟
مع تطورات الذكاء الاصطناعي في توليد النصوص والصوت والصورة، يظل السؤال المطروح:
هل سنرى قريبًا نموذجًا قادرًا على توليد نكات بارعة مع مشاهد سينمائية وتعابير صوتية تضيف لها طابعًا إنسانيًا؟
الجواب لا يزال مفتوحًا، ولكن المؤكد أن الضحك، حتى الآن، لا يزال في يد الإنسان.




