أثار تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني ديب سيك (DeepSeek) ضجة واسعة في قطاع التكنولوجيا، بعدما طرح نفسه كأحد أبرز المنافسين لتقنيات الذكاء الاصطناعي الأميركية مثل تشات جي بي تي (ChatGPT) من «أوبن إيه آي» وجيميناي (Gemini) من «غوغل».
ورغم تشابهه مع روبوتات المحادثة الأخرى، إلا أن خصائصه المميزة جعلت الكثير من الخبراء يطرحون تساؤلات حول مستقبل التفوق الأميركي في هذا القطاع.
كيف يختلف «ديب سيك» عن روبوتات المحادثة الأخرى؟
يتميز التطبيق الصيني بقدرته على تقديم إجابات طويلة ومفصلة، مع شرح أسباب الإجابة، وهو ما لا تقوم به بعض النماذج المنافسة.
لكن اللافت أنه يرفض بشكل قاطع التعبير عن الرأي الشخصي. فعند سؤاله عن قضايا سياسية مثل تقييم أداء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، أو حتى أسئلة بسيطة مثل تفضيل مشروب معين بين «بيبسي» و«كوكاكولا»، يكتفي بالرد بأن الموضوع «شخصي للغاية».
وعند مقارنته مباشرةً مع «تشات جي بي تي»، فإنه لا يمنح إجابة حاسمة، بل يسرد المزايا والعيوب لكلا النظامين مستخدمًا لغة متشابهة مع منافسه الأميركي.
الرقابة والمواضيع الحساسة
أحد أبرز الفوارق بين «ديب سيك» و«تشات جي بي تي» يظهر في التعامل مع القضايا السياسية الحساسة المرتبطة بالصين.
ففي حال طرح أسئلة عن الرئيس الصيني شي جينبينغ أو احتمالات غزو تايوان، يتجنب التطبيق الرد ويقترح تغيير الموضوع.
في المقابل، لا يتردد «تشات جي بي تي» الأميركي في معالجة مثل هذه الأسئلة، وهو ما يعكس اختلافًا جوهريًا في طبيعة التدريب والرقابة على المحتوى. وفق تقرير نشره “الشرق الأوسط”.
البيانات والتحديثات
أوضحت الشركة المطورة أن تدريب «ديب سيك» اعتمد على بيانات حتى أكتوبر 2023.
ويبدو أن التطبيق قادر على معرفة بعض المعلومات الحالية مثل تاريخ اليوم، إلا أن إصدار الموقع الإلكتروني محدود ولا يتيح الوصول الكامل إلى التحديثات اللحظية.
هذا النهج يشبه الإصدارات السابقة من «تشات جي بي تي»، وربما يهدف إلى تقليل مخاطر التضليل الناتج عن المعلومات الخاطئة المنتشرة عبر الإنترنت.
الكفاءة والقدرات التقنية
تؤكد الشركة أن النموذج المتقدم DeepSeek R1 حقق نتائج قوية في مؤشرات عالمية تقيس الذكاء الاصطناعي.
من أبرز هذه المؤشرات:
- AIME 2024 لقياس القدرات الحسابية.
- MMLU لقياس المعرفة العامة.
- AlpacaEval 2.0 لقياس جودة الأسئلة والأجوبة.
وتشير التقارير إلى أن «ديب سيك» يقترب في أدائه، بل ويتفوق أحيانًا، على بعض النماذج الأميركية الرائدة.
التكلفة المنخفضة تثير قلق المنافسين
إحدى أهم نقاط القوة في «ديب سيك» تكمن في انخفاض تكلفة تطويره وتدريبه مقارنةً بالميزانيات الضخمة التي أنفقتها شركات مثل «أوبن إيه آي» و«ميتا».
هذا العامل زاد من مخاوف الشركات الأميركية التي أنفقت مليارات الدولارات لتأمين ريادتها في سوق الذكاء الاصطناعي، خصوصًا مع قدرة الصين على تقديم نموذج عالي الكفاءة بتكلفة أقل بكثير.
سرعة الاستجابة والإقبال الجماهيري
يعرف «ديب سيك» بسرعته الكبيرة في تقديم الإجابات، لكن الإقبال الكثيف من ملايين المستخدمين حول العالم تسبب في بعض التحديات التقنية.
فالطلب المتزايد على تجربة التطبيق أدى أحيانًا إلى تباطؤ في الأداء، نتيجة الضغط الهائل على الخوادم بعد الضجة الإعلامية الكبيرة التي صاحبت إطلاقه.




