يبدو أن التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي سيترك أثرًا مباشرًا وسريعًا على قطاع التكنولوجيا والعاملين فيه، خصوصًا مع دخول مرحلة جديدة من الأدوات التي تختصر زمن التطوير وتمنح المستخدم قدرات غير مسبوقة لبناء التطبيقات.
سباق الذكاء الاصطناعي بين عمالقة التكنولوجيا
بدأت القصة بالصعود المذهل لتطبيق “شات جي بي تي”، ثم دخول “غوغل” بقوة من خلال نموذجها “جيميني”، إلى جانب منافسة شرسة من “مايكروسوفت” و”أنثروبيك”. ومع اشتداد المنافسة، توسعت الشركات في تطوير “وكلاء الذكاء الاصطناعي” الذي يمكنه تنفيذ مهام كاملة بدون تدخل بشري كبير.
وفي هذا السياق، أعلنت غوغل توسيع نطاق أداة البرمجة بالذكاء الاصطناعي “أوبال” لتشمل 160 دولة، ما يمنح ملايين المستخدمين القدرة على بناء تطبيقات متقدمة دون كتابة أي سطر برمجي.
أدوات بلا كود.. هل تهدد وظيفة المبرمج؟
توفر أداة Opal AI إمكانية إنشاء التطبيقات عبر وصف الفكرة فقط، لتتولى المنصة تحويلها إلى تطبيق عملي باستخدام واجهة سهلة تعتمد على السحب والإفلات. هذه القدرات أثارت مخاوف واسعة حول مستقبل مهنة البرمجة، خاصة مع التطور السريع لهذه الأدوات.
خبير: وكلاء الذكاء الاصطناعي ينجزون 70% من العمل فقط
يؤكد خبير التكنولوجيا محمد الحارثي، في حديثه لـ”العربية Business”، أن وكلاء الذكاء الاصطناعي أصبحت قادرة على تنفيذ مهام عديدة في مجالات البرمجة، تصميم الواجهات، وإدارة الأنظمة الخلفية (Back-end).
لكن رغم ذلك، يوضح أن دقة هذه الأدوات لا تزال بين 60% و70% فقط، مما يتطلب تدخل المطورين لإكمال المهام المتبقية. ويرى أن هذا الوضع لن يستمر طويلًا، فـ”خلال عام واحد فقط ستتمكن هذه الوكلاء من بناء الأنظمة بشكل كامل وبدقة عالية”، على حد قوله.
المستقبل ليس للمبرمجين.. بل لمطوري الذكاء الاصطناعي
يشدد الحارثي على أن دور المبرمج التقليدي سيتراجع تدريجيًا، مقابل صعود تخصصات جديدة مثل تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة. ويؤكد: “المستقبل ليس للمبرمجين، وإنما لمن يفهمون الذكاء الاصطناعي ويستطيعون تدريبه وتوجيهه”.
الجانب الإيجابي: فرص غير مسبوقة للشركات الصغيرة
ورغم التغيرات التي يراها البعض تهديدًا، يعتبر الخبير أن الجانب الإيجابي يتمثل في أن الأدوات الحديثة ستمنح الشركات الصغيرة والناشئة فرصة لبناء حلول تقنية متكاملة بتكلفة أقل ووقت أسرع، مما يفتح الباب أمام مزيد من الابتكارات والأفكار غير التقليدية.




