في السنوات الأخيرة، سمح ظهور وسائل التواصل الاجتماعي بانتشار المعلومات المضللة، مما أثر على طريقة رؤية العديد منا للعالم، وزادت أزمة كوفيد-19 من تفاقم الوضع.
ويمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء صور حقيقية حتى مقاطع فيديو لأشخاص يقولون ويفعلون أشياء لم يقوموا بها، مما دفع عدة دول للضغط من أجل سن قوانين أكثر صرامة، لكن هل يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي أيضًا أداة قوية للمساعدة في وقف انتشار المعلومات المضللة؟
أزمة المعلومات المضللة
المعلومات الخاطئة أو المضللة التي تُشارك بنية خداع الآخرين أصبحت أكثر خطورة الآن، حيث يمكن أن تنتشر بسرعة في غضون دقائق من نشرها، في حين أن القليل من الناس يقومون بأي بحث لدعم الادعاءات الموجودة في المنشورات، وفي بعض الحالات، قد يُعتبر تعديل المنشورات مخالفًا لمبادئ حرية التعبير التي تتمحور حولها منصات التواصل الاجتماعي.
وبينما تعد بعض المعلومات المضللة غير ضارة نسبيًا، إلا أن أنواعًا أخرى يمكن أن تترتب عليها عواقب وخيمة، على سبيل المثال، خلال جائحة كوفيد-19، وضعت الادعاءات الكاذبة حول اللقاحات والعلاجات الأرواح في خطر، وفي المجال السياسي، يمكن أن تؤدي المعلومات المضللة إلى تقليص الثقة في العمليات الديمقراطية، مما يجعل من الصعب معرفة من يجب دعمه.
كيف يمكن محاربة المعلومات المضللة؟
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا مهمًا في مكافحة المعلومات المضللة من خلال التحقق من المحتوى، حيث تستخدم الخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقنيات تحليل المحتوى في الوقت الفعلي، مما يمكّنها من مقارنة المعلومات مع قواعد بيانات موثوقة ومصادر تحقق الحقائق.
أدوات مثل Google Fact Check Explorer توظف هذه التكنولوجيا للإشارة إلى المعلومات المضللة في المقالات ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تكتسب زخمًا.
علاوة على ذلك، تسهم معالجة اللغة الطبيعية (NLP) في تمكين الآلات من فهم اللغة البشرية وتفسيرها، إذ تستطيع هذه النماذج قراءة كميات ضخمة من النصوص وتحديد الأنماط أو العبارات الدالة على احتمال كذب المعلومات، كما أن النماذج المتقدمة قادرة على فهم سياق المنشورات، مما يعزز من قدرتها على كشف المعلومات الخاطئة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي كشف التزييف العميق من خلال تحديد التناقضات البصرية أو الصوتية في المحتوى، وتستثمر شركات مثل فيسبوك ومايكروسوفت في أبحاث الذكاء الاصطناعي لمواجهة هذه التقنية.
كما يساهم الذكاء الاصطناعي في رصد الاتجاهات والسلوكيات المرتبطة بانتشار المعلومات المضللة، مما يساعد في تحديد أصولها والتكتيكات المستخدمة لنشرها، بينما يُستخدم أيضًا في التحكم التلقائي بالمحتوى لمواجهة التحديات المرتبطة بكميات المحتوى الضخمة التي تُشارك يوميًا.