استراتيجية وطنية طموحة
أعلن الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن إطلاق الإصدار الثاني من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، والتي تمثل امتدادًا للإصدار الأول الصادر في 2021، موضحًا أن الرؤية الجديدة تستهدف تعزيز توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمع ودعم التنمية. وقد أسهمت الاستراتيجية السابقة في تقدم مصر 46 مركزًا عالميًا في مؤشر الجاهزية للذكاء الاصطناعي، لتصل إلى المرتبة 65 عالميًا في 2024 من بين 188 دولة.
بناء القدرات وتحفيز الابتكار
وأكد الوزير أن مصر تتبنى نهجًا متكاملًا في بناء الكوادر الرقمية، عبر منح تدريبية مجانية تستهدف 500 ألف متدرب سنويًا، وتطوير المناهج الدراسية، وإنشاء كليات ومراكز متخصصة، منها 23 مركزًا للإبداع الرقمي. كما تم إطلاق برامج ماجستير مهني وتوسيع الشراكات مع القطاع الخاص والجامعات المرموقة.
استثمارات قوية وبنية رقمية متطورة
أوضح طلعت أن مصر أصبحت مركزًا استراتيجيًا لحركة البيانات العالمية، حيث يمر عبرها أكثر من 90% من حركة البيانات بين الشرق والغرب. واستثمرت الدولة في البنية التحتية الرقمية، مما رفع سرعة الإنترنت الثابت بأكثر من 15 ضعفًا، ووضعت مصر في المرتبة الأولى إفريقيًا في السرعة، والثانية من حيث انخفاض تكلفة الإنترنت الأرضي.
دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية
أحد أبرز محاور الاستراتيجية هو تمكين 36% من المواطنين من استخدام أدوات وخدمات الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الخمس القادمة. وتركز الدولة على تطوير تطبيقات في الصحة والزراعة وتعزيز تقنيات معالجة اللغة العربية لدمجها في “منصة مصر الرقمية”، مما يسهم في تحسين جودة الخدمات الحكومية الرقمية.
التعاون العربي والدولي
لفت طلعت إلى دور مصر المحوري في إعداد الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الإمارات وجامعة الدول العربية، وتطوير الاستراتيجية الأفريقية، إلى جانب التعاون مع اليونسكو ومنظمة التعاون الاقتصادي في إعداد أطر أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، فضلًا عن إطلاق “الميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسؤول” في 2023.
تحفيز الشركات الناشئة وتطوير السياسات
تسعى الدولة إلى دعم الشركات الناشئة من خلال برامج حاضنات الأعمال ومراكز الابتكار، بالإضافة إلى برنامج تدريبي يستهدف صانعي السياسات لتعزيز قدرتهم على دمج الذكاء الاصطناعي في الإدارة الحكومية.
تعاون مصري إماراتي متجدد
عقد الوزير اجتماعًا مع نظيره الإماراتي عمر سلطان العلماء، بحثا خلاله سبل التعاون بين البلدين في مجال الذكاء الاصطناعي. وأشاد الطرفان بالتطورات الملحوظة في سياسات واستراتيجيات الذكاء الاصطناعي على المستوى الإقليمي.