3 صناعات مرشحة للتغيير بسبب الذكاء الاصطناعي

مع استمرار تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أصبحت قدرته على تغيير مختلف الصناعات بشكل جذري أكثر وضوحا، ورغم أن الضجة حوله بدأت تتلاشى نسبيا، إلا أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي العملية تنمو يوما بعد آخر.

بالنسبة لمؤسسي الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة، فإنهم بحاجة إلى فهم المجالات التي قد يكون للذكاء الاصطناعي تأثير كبير فيها، مما يعد أمرًا بالغ الأهمية للاستفادة من الفرص الناشئة.

تقرير نشرته مجلة “فوربس” الأمريكية الشهيرة، المتخصصة في عالم الأعمال والمال والاقتصاد، يسلط الضوء على 3 صناعات من المتوقع أن تكون الأكثر تأثرًا بالذكاء الاصطناعي.

1- الخدمات القانونية

تُعد الصناعة القانونية، المعروفة بمقاومتها للتغيير، مرشحة للتغيير بسبب الذكاء الاصطناعي، خصوصًا أنها تعتمد بشكل كبير على معالجة مجموعات ضخمة من البيانات المعقدة القائمة على اللغة.

ومع بروز نماذج اللغة الكبيرة (LLMs)، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة قوية للبحث القانوني وتحليل العقود والتنبؤ بالنتائج القانونية، لقد بدأت الأدوات القانونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في إحراز تقدم كبير، حيث تعمل على أتمتة المهام التي كانت تتطلب في العادة جهدًا بشريًا كبيرًا.

اقرأ أيضا: هل تخشى المستقبل؟.. 10 وظائف “محمية” من الذكاء الاصطناعي

فعلى سبيل المثال، يمكن للخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحليل كميات كبيرة من الوثائق القانونية بسرعة لتحديد القوانين والأنظمة ذات الصلة، مما يقلل بشكل كبير من الوقت والتكلفة المرتبطة بالبحث القانوني.

أدوات مثل ROSS Intelligence تساعد المحامين على إجراء الأبحاث بشكل أكثر كفاءة، بينما تعمل أدوات مراجعة العقود المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تحديد المخاطر والغموض التي قد تؤدي إلى نزاعات قانونية.

ومع تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، من المرجح أن يحدث تغيير جذري في طريقة تقديم الخدمات القانونية، مما يجعلها أكثر سهولة وبتكلفة أقل.

2- النقل والخدمات اللوجستية

يعد قطاع النقل والخدمات اللوجستية على أعتاب ثورة تقودها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تستعد لتحويل كيفية نقل البضائع والأشخاص، من بين الابتكارات الرئيسية التي تعيد تشكيل هذا القطاع: المركبات ذاتية القيادة، تحسين المسارات باستخدام الذكاء الاصطناعي، والتحليلات التنبؤية.

اقرأ أيضا: 400 مليون مستخدم نشط شهريًا لـ Meta AI

وتمتلك المركبات ذاتية القيادة، بما في ذلك السيارات والشاحنات، القدرة على تقليل تكاليف العمالة بشكل كبير وزيادة الكفاءة في النقل، وتستثمر شركات مثل تسلا، ووايمو، وأوبر بكثافة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتطوير مركبات يمكنها التنقل على الطرق مع تدخل بشري minimal. وفي قطاع الخدمات اللوجستية، تعمل الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تحسين مسارات التسليم، وتقليل استهلاك الوقود، وتحسين أوقات التسليم، ويتم أيضًا استخدام أدوات التحليلات التنبؤية لتوقع الطلب وإدارة المخزون بشكل أكثر فعالية، مما يضمن تسليم البضائع بشكل أكثر كفاءة وبأقل تأخير.

ومع استمرار تقدم الذكاء الاصطناعي، قد يشهد قطاع النقل والخدمات اللوجستية تحولاً كبيراً نحو أنظمة تعتمد أكثر على الأتمتة والذكاء الاصطناعي.

3- الرعاية الصحية

الرعاية الصحية هي صناعة أخرى معرضة بشكل خاص لتغيير جذري بسبب الذكاء الاصطناعي، نظرًا لكميات البيانات الهائلة والإمكانيات لتحسين دقة التشخيص وجودة رعاية المرضى.

ويمكن للأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحليل مجموعات بيانات كبيرة من السجلات الطبية والدراسات البحثية والتجارب السريرية بسرعة ودقة أكبر من البشر، مما يؤدي إلى تشخيصات مبكرة وأكثر دقة.

اقرأ أيضا: سامسونج فود.. التخطيط للوجبات باستخدام الذكاء الاصطناعي

وتُطوَّر الخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي للكشف عن الأمراض مثل السرطان في مراحلها المبكرة من خلال تحليل بيانات التصوير الطبي، ففي بعض الحالات، أثبتت هذه الخوارزميات دقة تضاهي أو تفوق دقة أطباء الأشعة البشر. بالإضافة إلى التشخيصات، يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً في اكتشاف الأدوية.

تقليدياً، تعد عمليات تطوير الأدوية طويلة ومكلفة، لكن النهج المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن يسرع هذه العمليات من خلال التنبؤ بأي التركيبات الدوائية قد تنجح، ويمكن أن يؤدي هذا إلى تطوير أدوية جديدة بشكل أسرع وبتكلفة أقل، مما يغير بشكل جذري كيفية عمل صناعة الأدوية.

مع استمرار تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تشهد هذه الصناعات الثلاث – الخدمات القانونية، النقل والخدمات اللوجستية، والرعاية الصحية – تحولات كبيرة، مما يخلق فرصًا للابتكار والنمو.

شارك هذا الخبر
محمد غانم
محمد غانم

صحفي متخصص في التقنية والسيارات، عضو نقابة الصحفيين المصرية، المحرر العام السابق لمجلة «الشرق تكنولوجي»، ومحرر التقنية السابق بالنسخة العربية من صحيفة AS الإسبانية، ومؤسس «نوتشر دوت كوم»، شارك في تحرير إصدارات مطبوعة وإلكترونية متخصصة في التقنية بصحف عربية عدة.

المقالات: 160

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *