تشات جي بي تي يتصدر السباق.. و”مايكروسوفت” تتوقع إيرادات بالمليارات
يتطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، حيث تتسابق الشركات التقنية لطرح أدوات وخدمات مدعومة بهذه التكنولوجيا، في مقدمتها “تشات جي بي تي” الذي وصف بأنه أحد أسرع التطبيقات انتشارًا في التاريخ، بعدما وصل إلى مليون مستخدم خلال خمسة أيام فقط، و100 مليون في غضون شهرين، وفقًا لتقرير السلامة الدولي للذكاء الاصطناعي.
شركة “مايكروسوفت” بدورها تتوقع أن تتجاوز إيراداتها من أعمال الذكاء الاصطناعي 10 مليارات دولار بحلول الربع الثاني من عام 2025، بينما أكدت “ألفابت”، الشركة الأم لجوجل، أن خدمة “AI Overviews” تُستخدم شهريًا أكثر من 1.5 مليار مرة في 200 دولة.
عالمة كندية تحذّر: الذكاء الاصطناعي مكبر صوت للخير والشر
تقول عالمة الكمبيوتر الكندية، ساشا لوتشيوني، من شركة “Hugging Face”، إن الذكاء الاصطناعي بمثابة “مكبر صوت” لما في البشرية من خير وشر، مشيرة إلى أهمية ضبط استخدامه، وعدم السماح له باتخاذ قرارات نيابة عن الإنسان.
وتنصح لوتشيوني المستخدمين بطرح 4 أسئلة على أنفسهم قبل الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي:
1. هل هذه الأداة هي الأنسب لما أحتاجه فعلاً؟
تشير لوتشيوني إلى أن الأدوات الشائعة ليست دائمًا الأفضل. فهناك تطبيقات متخصصة قد تكون أكثر كفاءة في مهام محددة، مثل الإجابة عن أسئلة علمية أو حل مسائل رياضية.
التطور المتسارع للتطبيقات يجعل من الضروري الاطلاع المستمر على الخيارات المتاحة واختيار الأداة التي تناسب حاجتك بدقة، بدلًا من اللجوء إلى الأداة الأكثر شهرة فقط.
2. هل يمكن الوثوق بإجابات الذكاء الاصطناعي؟
تحذر لوتشيوني من الاعتماد الكامل على مخرجات الذكاء الاصطناعي دون مراجعة، لأن هذه الأنظمة قد تولد معلومات غير دقيقة أو حتى مختلقة.
وتوصي دائمًا بالتحقق من النتائج ومراجعتها نقديًا، خاصة في الأعمال الأكاديمية أو المهنية، لأن الذكاء الاصطناعي قد يعطيك إجابة “تبدو صحيحة” ولكنها في الواقع خاطئة.
3. ما نوع المعلومات التي أشاركها معه؟
تجمع أنظمة الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من البيانات لتحسين أدائها، وقد تُخزن المعلومات التي تدخلها، سواء كانت نصوصًا أو صورًا.
لهذا، تنصح لوتشيوني بعدم إدخال بيانات شخصية أو حساسة، حتى لا يتم استخدامها لاحقًا بشكل غير متوقع أو نشرها دون قصد. وتدعو المستخدمين لقراءة سياسات الخصوصية بدقة قبل استخدام هذه الأدوات.
4. هل أحتاج فعلاً لاستخدام الذكاء الاصطناعي؟
تؤكد لوتشيوني أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُستخدم كـ”أداة”، لا كبديل عن التفكير البشري. وتنصح بعدم الاعتماد عليه في اتخاذ قرارات أخلاقية أو شخصية.
وتوضح أن هناك مهام يمكن القيام بها دون الحاجة للذكاء الاصطناعي، مثل استخدام آلة حاسبة لحل معادلات، أو سؤال أحد الأصدقاء عن رأي إنساني. كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي يستهلك موارد مائية وطاقة عالية في مراكز البيانات، مما يفاقم أزمات مثل ندرة المياه.
الذكاء الاصطناعي باقٍ.. لكن ليس لكل شيء
تقول لوتشيوني إن الذكاء الاصطناعي سيظل جزءًا من حياتنا لفترة طويلة، خاصة مع توسعنا في استخدام الإنترنت والتطبيقات الرقمية، لكنه لا يجب أن يحل محل القيم الإنسانية الأساسية مثل الإبداع والتواصل والمجتمع.
وترى أن الاستخدام المفرط له قد يُضعف قدراتنا البشرية الفطرية، ويجعلنا أقل تفاعلًا مع بعضنا البعض وأكثر اعتمادًا على الآلات.




