الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل سوق العمل ويغير قواعد النجاح
يشهد العالم تغيرات متسارعة بفعل التطورات الكبيرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يفرض على الأفراد تطوير مهارات جديدة للبقاء في دائرة النجاح. ويؤكد “روبرت إي. سيغل”، المحاضر بكلية الدراسات العليا في جامعة ستانفورد والمستثمر في رأس المال الجريء، أن مواكبة هذا التحول يتطلب امتلاك مزيج من المهارات الإنسانية والمهنية.
وفي تصريحات نقلتها شبكة CNBC، استعرض سيغل خمس مهارات أساسية يجب صقلها لتحقيق التميز في عصر الذكاء الاصطناعي.
1- التعلم المستمر والانفتاح على الجديد
يشير سيغل إلى أن الأشخاص الأكثر نجاحًا هم أولئك الذين يسعون دائمًا لاكتساب المعرفة، حتى وسط عدم اليقين والتغير.
وينصح بقوله: “تخلَّ عن الفقاعات المعلوماتية الضيقة، وابحث عن محتوى جديد، وتواصل مع أجيال مختلفة وخاصة من الشباب المتمرسين بالتكنولوجيا”.
ومن بين المهارات المطلوبة، تعلم أدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة.
2- التوازن بين القوة والتعاطف في التعامل
يُعد الذكاء الاصطناعي قويًا في التحليل، لكنه يفتقر للفهم العاطفي، وهنا يأتي دور القادة في تحقيق التوازن بين الحزم والرحمة.
وتشير “كاثي مازاريلا”، الرئيسة التنفيذية لشركة جرايبار، إلى أهمية بدء الحوارات مع الموظفين المتعثرين قبل اتخاذ قرارات صارمة، وهو ما يدعو إليه سيغل أيضًا.
3- فهم منظومة العمل الواسعة وتداخلاتها
في عصر متسارع التغيير، يجب على كل فرد إدراك موقعه داخل منظومة متكاملة.
ويضرب سيغل مثالًا برئيس الجامعة الذي يتعامل مع طيف واسع من الأطراف (طلاب، خريجين، أساتذة، جهات حكومية..) ويقول إن النجاح يكمن في فهم تلك العلاقات وتوازناتها، وكذلك معرفة كيف تظهر الابتكارات خارج الأقسام التقليدية.
4- بناء العلاقات داخل وخارج المؤسسة
يشدد سيغل على أن العلاقات المهنية تمثل أحد أعمدة النجاح.
ففي داخل المؤسسات، يساهم الزملاء من الأقسام المختلفة في تقديم رؤى تكشف نقاط الضعف وتعزز من اتخاذ القرار.
أما خارجيًا، فإن المرشدين والعملاء والزملاء من خارج ثقافة الشركة يقدمون وجهات نظر نقدية تُسهم في التطوير.
ويضيف: “التفاعل مع من هم خارج الدائرة المباشرة يكشف أنماطًا جديدة وتحديات قد تغيب عن الداخل”.
5- التعامل مع التغيير كفرصة للتطور
يشير سيغل إلى أن الخوف من التغيير هو العائق الأكبر أمام التطور.
ويستشهد بتصريح للرئيسة التنفيذية لشركة Best Buy، كوري باري، قالت فيه:
“لا يمكنك أن تعجب بأسلوب عملك اليوم”، مشيرة إلى أن النجاح في المستقبل يتطلب مرونة عالية واستعدادًا دائمًا لفعل الأمور بطريقة جديدة.
الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف النجاح الوظيفي
من خلال تعزيز المهارات البشرية، وفهم طبيعة النظام الصناعي، والانفتاح على التغيير، يمكن للفرد بناء مسيرة مهنية ناجحة في بيئة تتحكم فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي وتغير نماذج العمل التقليدية.
