رفعت شركة OpenAI مستوى التحذير إلى “كود أحمر” بعد أن كشفت أن الجيل القادم من نماذج الذكاء الاصطناعي قد يفتح الباب أمام تهديدات سيبرانية غير مسبوقة، في وقت تتسارع فيه الشركة للحاق بمنافسها الأكبر Google Gemini.
وجاء التحذير عبر مدونة رسمية أوضحت فيها الشركة أن قدرات النماذج المستقبلية قد تتجاوز الخطوط الحمراء التقليدية لتصل إلى مهارات كانت حكرًا على مجموعات القرصنة المتقدمة، بما في ذلك إنتاج ثغرات زيرو داي والمساهمة في اختراقات عالية التعقيد تستهدف شبكات وصناعات حساسة.
توجيه القدرات نحو الدفاع وليس الهجوم
رغم هذه المخاطر، أكدت الشركة أن هدفها هو توجيه القدرات المتقدمة للذكاء الاصطناعي نحو الدفاع السيبراني وليس الهجوم.
وأوضحت أنها تستثمر بكثافة في تطوير أدوات تساعد فرق الأمن الإلكتروني على:
- تدقيق الأكواد،
- اكتشاف الثغرات،
- وترقيعها بسرعة ودقة أعلى.
وترى OpenAI أن قوة النماذج المتقدمة يجب أن تتحول إلى ركيزة للحماية لا مصدراً لزيادة الهجمات الرقمية حول العالم.
نظام طبقي صارم للوصول إلى القدرات المتقدمة
كشفت الشركة عن خطة لاعتماد نظام طبقي مشدد يمنح الباحثين الأمنيين والجهات الدفاعية وصولًا مبكرًا لقدرات النماذج المتقدمة، لكن بعد اجتياز معايير تحقق صارمة، لضمان عدم وصول الأدوات الأقوى إلى جهات غير مؤهلة قد تستغلها لأغراض ضارة.
تأسيس مجلس Frontier Risk Council لمراقبة المخاطر
وفي إطار تعزيز البنية التنظيمية، أعلنت OpenAI إطلاق مجلس جديد تحت اسم Frontier Risk Council يضم نخبة من خبراء الأمن السيبراني والدفاع الرقمي، للعمل جنبًا إلى جنب مع فرق التقنية والسياسات.
وسيركز المجلس مبدئيًا على المخاطر السيبرانية، على أن يتوسع لاحقًا لتغطية مختلف التحديات المرتبطة بالنماذج المتقدمة للذكاء الاصطناعي.
نهج تطوير أسرع يثير جدلاً داخل الشركة
ورغم رسائل الشركة حول “الإدارة المسؤولة للمخاطر”، أشارت تقارير داخلية إلى حالة استعجال واضحة يقودها الرئيس التنفيذي سام ألتمان، الذي وجّه الفرق إلى تسريع التطوير بالاعتماد على مدخلات المستخدمين المباشرة.
ويعتمد هذا النهج على أدوات مثل التقييم بنقرة واحدة داخل ChatGPT بدلًا من الاعتماد الحصري على المقيمين المدربين.
لكن هذا التغيير أثار جدلاً داخل الشركة بسبب مخاوف من إدخال بيانات غير مصفاة قد تؤثر على جودة وسلوك النماذج القادمة.
مرحلة جديدة من سباق الذكاء الاصطناعي
يعكس تحذير OpenAI مرحلة دقيقة في سباق تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث تتقاطع السرعة مع المخاطر، وتصبح الإدارة المحكمة للتكنولوجيا شرطًا أساسيًا لضمان أن تتحول هذه الأدوات فائقة القوة إلى درع يحمي الأمن الرقمي بدلاً من سلاح قد يقع في الأيدي الخطأ.
