في خطوة قد تعيد تعريف مستقبل الأجهزة الذكية، كشف تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن شركة OpenAI تستعد لإطلاق نوع جديد كليًا من أجهزة الذكاء الاصطناعي، ليس عبارة عن هاتف أو نظارة ذكية، بل جهاز صغير بدون شاشة، يهدف إلى أن يكون “مدركًا تمامًا لمحيط المستخدم” ويعمل كـرفيق يومي مدعوم بالذكاء الاصطناعي.
جهاز ثالث إلى جانب الماكبوك والآيفون
أفاد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، في اجتماع داخلي مع الموظفين يوم الأربعاء، أن الجهاز الجديد سيكون صغير الحجم “بحجم الجيب أو يمكن وضعه على المكتب”، ووصفه بأنه قد يكون “الجهاز الأساسي الثالث” في حياة المستخدم، إلى جانب الماكبوك برو والآيفون.
وقال ألتمان إن الجهاز لن يكون “قابلًا للارتداء” كما هو الحال مع النظارات الذكية أو الساعات، بل سيشكل فئة جديدة كليًا من الأجهزة التي ترافق المستخدم في حياته اليومية وتعمل بذكاء اصطناعي متقدم دون الحاجة إلى شاشة.
صفقة ضخمة مع جوني إيف: الرؤية تتبلور
ويأتي هذا الكشف عقب إعلان OpenAI عن استحواذها على شركة “io” الناشئة، التي أسسها جوني إيف، المصمم الأسطوري لأجهزة آبل، في صفقة بلغت 6.5 مليار دولار. وسيقود إيف التصميم والإبداع في الجهاز الجديد، ما يشير إلى رؤية تصميمية ثورية تمزج بين الأناقة والذكاء الاصطناعي.
وتراهن OpenAI على أن هذه الشراكة قد تضيف تريليون دولار إلى القيمة السوقية للشركة مستقبلاً، بفضل ابتكار فئة جديدة من الأجهزة لا تشبه الهواتف، ولا الأجهزة القابلة للارتداء، ولا حتى النظارات الذكية.
أعلى درجات السرية… وتسريب مثير للقلق
ورغم تشديد ألتمان على أهمية السرية التامة لحماية الابتكار من أعين المنافسين مثل جوجل وأبل ومايكروسوفت، تسرّب تسجيل صوتي لتصريحاته إلى “وول ستريت جورنال”، ما أثار تساؤلات عن مدى ثقته في الفريق الداخلي، واستعداد الشركة للكشف عن مزيد من التفاصيل في الفترة المقبلة.
بين الطموح والمخاوف: هل هو مستقبل جديد؟
إذا نجحت OpenAI في تطوير هذا الجهاز بالشكل الذي تتصوره، فقد نشهد بداية عصر جديد من التكنولوجيا الشخصية، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان اليومية، دون الحاجة للتفاعل مع شاشات أو تطبيقات تقليدية.
لكن هذا المشروع الطموح يأتي أيضًا وسط مخاوف متزايدة من الاستخدام غير المنضبط للذكاء الاصطناعي، ما يضع OpenAI في موقف حساس بين قيادة المستقبل التكنولوجي والالتزام بالضوابط الأخلاقية والخصوصية.
كل الأنظار الآن تتجه إلى ما ستكشفه OpenAI في الأشهر القادمة، فهل يكون “الرفيق الذكي بدون شاشة” هو آيفون الجيل القادم؟
