OpenAI تُحدث ChatGPT لاكتشاف الضيق النفسي وتحسين الاستجابات العاطفية

تعاون مع خبراء لمعالجة حالات التعلّق العاطفي والأوهام

أعلنت شركة OpenAI المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، أنها تُجري تحديثات جديدة على روبوت الدردشة الشهير ChatGPT، بهدف تحسين قدرته على اكتشاف علامات الضيق النفسي أو العاطفي لدى المستخدمين، وذلك بالتزامن مع قرب إطلاق نموذجها المتطور GPT-5 خلال الأسبوع الجاري.

وأكدت الشركة أنها تعمل بالتعاون مع خبراء ومجموعات استشارية لتطوير استجابات أكثر حساسية وإنسانية من “شات جي بي تي”، بحيث تكون مبنية على الأدلة وتُراعي الحالة النفسية للمستخدم.

اعتراف بالفشل في اكتشاف التعلّق العاطفي

وجاءت هذه الخطوة بعد تقارير متزايدة تحدثت عن حالات كان فيها التفاعل مع “شات جي بي تي” سببًا في تفاقم أوهام المستخدمين أو تعزيز علاقات وهمية سامة، خاصة بين أولئك الذين يعانون من أزمات نفسية.

وبحسب تقرير نشره موقع The Verge المتخصص في أخبار التكنولوجيا، فإن بعض العائلات أبلغت عن تجارب مقلقة لأفرادها مع روبوت الدردشة، الأمر الذي دفع “OpenAI” للاعتراف بأن نموذج GPT-4o المستخدم حاليًا “فشل في بعض الحالات في التعرف على علامات الوهم أو التعلّق العاطفي”.

الذكاء الاصطناعي يصبح أكثر “تفاعلاً” مع الأشخاص الضعفاء

وفي بيان رسمي، قالت الشركة:

“ندرك أن الذكاء الاصطناعي أصبح يبدو أكثر تفاعلًا وامتلاكًا لشخصية مقارنة بالتقنيات السابقة، ما قد يُؤثر بشكل خاص على الأفراد الضعفاء الذين يمرّون بحالات من الضيق النفسي أو العاطفي.”

وفي هذا الإطار، تعكف الشركة على ضبط تفاعلات ChatGPT لتكون أكثر حيادية ووعيًا في المواقف الحساسة عالية الخطورة.

ميزات جديدة لتشجيع “الاستخدام الصحي”

من بين الإجراءات الجديدة، كشفت “OpenAI” عن إطلاق ميزة تذكّر المستخدمين بأخذ استراحة خلال الجلسات الطويلة مع روبوت الدردشة.

فعند استخدام “شات جي بي تي” لفترة ممتدة، سيظهر إشعار يقول:

“لقد كنت تُدردش منذ فترة – هل هذا وقت مناسب لأخذ استراحة؟”
مع خيارين: “مواصلة الدردشة” أو “إنهاء المحادثة”.

وأكدت الشركة أنها ستواصل ضبط توقيت وآلية ظهور هذه التذكيرات، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تأتي ضمن نهج عام تتبعه العديد من المنصات التقنية الكبرى مثل “يوتيوب”، و”إنستغرام”، و”تيك توك”، و”إكس بوكس”، والتي اعتمدت إشعارات مشابهة لتشجيع الاستخدام المعتدل.

مراجعة تفاعل ChatGPT في الأسئلة العاطفية

في تحديث مرتقب، ستُعدّل الشركة طريقة استجابة “شات جي بي تي” للأسئلة ذات الطابع العاطفي المعقّد. فعلى سبيل المثال، إذا طرح المستخدم سؤالًا مثل: “هل يجب أن أنفصل عن شريكي؟”، فإن الروبوت لن يقدم إجابة مباشرة بعد الآن، بل سيقوم بمساعدة المستخدم على التفكير في الخيارات المطروحة وتحليل الموقف من زوايا متعددة، دون فرض رأي أو توجيه مباشر.

تراجع عن التفاعل المُتملّق

وكانت “OpenAI” قد سحبت في وقت سابق من أبريل تحديثًا جعل ChatGPT يبدو خنوعًا ومُتملقًا بشكل مفرط، حتى في مواقف قد تُسبب ضررًا للمستخدم.

وقالت الشركة حينها إن “تفاعلات روبوت الدردشة المُتملقة قد تكون غير مريحة ومقلقة وتُسبب الضيق“، مما استدعى مراجعة هذا النهج بالكامل.

700 مليون مستخدم أسبوعيًا

تأتي هذه التحديثات بينما يواصل “شات جي بي تي” النمو بسرعة، إذ من المتوقع أن يصل عدد مستخدميه النشطين أسبوعيًا إلى 700 مليون مستخدم، بحسب ما أعلنت الشركة. ويُعد هذا الرقم قفزة ضخمة مقارنة بـ500 مليون مستخدم في مارس الماضي، وأكثر من أربعة أضعاف عدد المستخدمين في العام الماضي.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 967

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *