1. الركيزة الأساسية: الشراكة الاستراتيجية مع OpenAI
على الرغم من التوجه الأخير نحو تنويع الشراكات، تظل العلاقة مع OpenAI هي العمود الفقري لاستراتيجية مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي:
الاستثمار الأكبر: ضخّت مايكروسوفت استثمارات بمليارات الدولارات (يُقدر إجماليها بـ 13 مليار دولار) في OpenAI، مما منحها حصة كبيرة (تُقدر بحوالي 49% قبل إعادة الهيكلة الأخيرة).
الحوسبة السحابية (Azure AI): مايكروسوفت هي المزود الحصري للحوسبة السحابية لـ OpenAI عبر منصتها Azure AI. هذا يمنحها ميزة تنافسية ضخمة، حيث تتدرب جميع نماذج OpenAI (مثل GPT-4) على بنيتها التحتية.
دمج النماذج: دمجت مايكروسوفت نماذج OpenAI في منصة Azure لتمكين الشركات الأخرى من بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مع ضمان أمان البيانات وخصوصيتها.
2. توسيع النطاق: التحالف الجديد مع أنثروبيك وإنفيديا
أظهرت التطورات الأخيرة أن مايكروسوفت تسعى لتأمين موارد إضافية وتقليل مخاطر الاعتماد على شريك واحد:
اتفاقية أنثروبيك الضخمة: وقعت مايكروسوفت مؤخراً اتفاقية مع أنثروبيك (مطوّرة نموذج Claude) تشمل استثماراً بقيمة 5 مليارات دولار، في حين التزمت أنثروبيك باستخدام خدمات Azure بقيمة 30 مليار دولار لشراء قدرات حوسبة.
التعاون مع إنفيديا: جاء هذا التحالف بالتزامن مع استثمار إنفيديا (Nvidia) في أنثروبيك، مما يشير إلى تعاون ثلاثي يهدف إلى تسريع تطوير النماذج وتحسين كفاءتها باستخدام أحدث معماريات إنفيديا. هذا التعاون يضمن استمرار وصول مايكروسوفت إلى أحدث التقنيات الأساسية (الرقائق).
3. التحول إلى “شركة Copilot”: دمج الذكاء الاصطناعي في كل منتج
أكبر استثمار تشغيلي لمايكروسوفت هو دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في جميع منتجاتها الرئيسية تحت اسم Copilot (الطيار المساعد):
Microsoft 365 Copilot: دمج نماذج الذكاء الاصطناعي في تطبيقات الإنتاجية (Word, Excel, PowerPoint, Outlook, Teams) لزيادة كفاءة المستخدمين في مهام العمل اليومية.
Windows Copilot: دمج الذكاء الاصطناعي في نظام التشغيل Windows 11 لتسهيل مهام المستخدم وإدارته للنظام.
GitHub Copilot: أداة مساعدة للمطورين تقوم بكتابة التعليمات البرمجية تلقائياً، وتُعد أحد أنجح تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال البرمجيات.
Copilot for Security: استثمار في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل التهديدات الأمنية والاستجابة للحوادث بسرعة فائقة، مما يعزز الحماية السحابية للشركات.
4. الإنفاق الرأسمالي والبنية التحتية
لتمويل هذا التوسع الهائل، تواصل مايكروسوفت زيادة إنفاقها الرأسمالي (CapEx):
مراكز البيانات: تستثمر مايكروسوفت عشرات المليارات في بناء وتوسيع مراكز البيانات حول العالم لتلبية الطلب الهائل على حوسبة الذكاء الاصطناعي السحابية.
التعاون الأكاديمي والبحثي: تستمر في دعم مختبرات الأبحاث والجامعات لضمان تدفق مستمر للمواهب والأفكار الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
خلاصة الاستراتيجية (ساتيا نادالا):
تحت قيادة الرئيس التنفيذي ساتيا نادالا، تحولت مايكروسوفت من مجرد شريك مالي إلى قوة دافعة للابتكار، معتمدة على استراتيجية “التحالفات المفتوحة” و”الدمج العميق” لضمان أن تبقى تقنيات الذكاء الاصطناعي في متناول المطورين والشركات والمستهلكين في كل مكان.




