كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن شركة كوالكوم تواصلت مع إنتل بشأن إمكانية الاستحواذ عليها، في خطوة قد تمثل تغييرًا كبيرًا في صناعة المعالجات، وأكدت صحيفة نيويورك تايمز الخبر، مضيفة أن “كوالكوم لم تقدم بعد عرضًا رسميًا لإنتل”.
ورغم أن التقارير تشير إلى أن هذه الصفقة لا تزال “بعيدة عن التحقق”، إلا أنها تعكس تدهور مكانة إنتل التي كانت لفترة طويلة الشركة الرائدة عالميًا في صناعة المعالجات، بفضل هيمنتها على معالجات x86 مقارنة بمعالجات Arm الخاصة بكوالكوم خارج نطاق الهواتف الذكية.
وإذا ما تم التوصل إلى اتفاق وتمكن من اجتياز التدقيق التنظيمي، فسيكون ذلك إنجازًا كبيرًا لكوالكوم، التي عادت مؤخرًا إلى سوق المعالجات المكتبية كجزء من استراتيجية أجهزة الكمبيوتر المزودة بالذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت، بعد سنوات من الهيمنة في سوق معالجات الهواتف المحمولة.
تحديات إنتل
إنتل، التي كانت تتصدر صناعة المعالجات لسنوات، تعاني حاليًا من ضعف في أدائها، على الرغم من أن العديد من وحداتها لا تزال تحقق أرباحًا، إلا أن الشركة أعلنت في أغسطس الماضي عن تخفيضات كبيرة في قوتها العاملة بنسبة تزيد عن 15%، بعد تسجيل خسائر بقيمة 1.6 مليار دولار.
كما كشفت الشركة عن خطط لإيقاف بعض الأعمال غير الأساسية وتدوير قسم تصنيع الرقائق، الذي كان يُعتبر سابقًا من نقاط القوة التي تميزها عن منافسيها مثل AMD والشركات التي تعتمد على شركات تصنيع مثل TSMC التايوانية.
في الوقت نفسه، اضطرت إنتل إلى الاعتماد على TSMC لتصنيع رقائقها المتقدمة، في ظل معاناتها من تحديات في عمليات التصنيع الداخلية، وقد واجهت الشركة مؤخرًا مشكلات في تقنية التصنيع 18A الخاصة بها.
منافسة كوالكوم
من جانبها، تسعى كوالكوم لتعزيز مكانتها في سوق المعالجات المكتبية والمحمولة، خاصة بعد إطلاقها معالجات جديدة تنافس معالجات آبل وإنتل وAMD، ومع استحواذها على إنتل، قد تتمكن كوالكوم من تعزيز حضورها في هذا السوق، وتحدي الهيمنة التاريخية لإنتل.
إنتل، التي فقدت الكثير من مكانتها في مجال معالجات الألعاب لصالح AMD، تعرضت أيضًا لمشكلات تقنية في معالجاتها الرائدة، ما أثر على ثقة المستخدمين، وبالرغم من إصدار تحديثات لمعالجة هذه المشكلات، إلا أن الأضرار قد تركت أثرًا على سمعة الشركة.
في ظل هذه التطورات، يبدو أن المعركة بين معمارية Arm، التي تدعم كوالكوم، ومعمارية x86، التي تقودها إنتل، قد تشهد تحولًا كبيرًا في حال نجاح صفقة الاستحواذ، ما قد يعيد رسم خارطة سوق المعالجات على مستوى العالم.
وفي حال تمت الصفقة، قد تشهد صناعة المعالجات تحولًا كبيرًا، حيث ستتمكن كوالكوم من دخول أسواق جديدة وتحدي اللاعبين التقليديين مثل إنتل وAMD، بينما تسعى إنتل إلى إعادة بناء مكانتها في السوق بعد سلسلة من التحديات الاقتصادية والتقنية.