ذكاء اصطناعي يتنبأ بسوء تغذية الأطفال قبل 6 أشهر بدقة تصل إلى 89%

جامعة جنوب كاليفورنيا تطور أداة رائدة بالتعاون مع وزارة الصحة الكينية

نجح فريق بحثي من جامعة جنوب كاليفورنيا، بالتعاون مع وزارة الصحة الكينية، في تطوير نموذج متقدم قائم على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، قادر على التنبؤ باتجاهات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال، باستخدام البيانات الصحية السريرية وصور الأقمار الصناعية.

تحذيرات مبكرة للوقاية من وفيات الأطفال

وبحسب موقع “News Medical”، فإن الأداة الجديدة قادرة على التنبؤ بحالات سوء التغذية قبل وقوعها بفترة تصل إلى ستة أشهر، ما يتيح للسلطات الصحية اتخاذ إجراءات استباقية. وتُعد هذه القدرة مهمة في كينيا، حيث يُعاني 5% من الأطفال من سوء التغذية الحاد، وفقًا لمسح الصحة الديموغرافية لعام 2022.

وقالت الباحثة الرئيسية، الدكتورة لورا فيرجسون، إن الهدف من الأداة هو توفير تحذيرات مبكرة لدعم التدخلات الوقائية والعلاجية، مما يعزز جهود مكافحة سوء التغذية.

دمج البيانات السريرية وصور الأقمار الصناعية

يعتمد النموذج الجديد على دمج البيانات السريرية من أكثر من 17 ألف منشأة صحية في كينيا مع صور الأقمار الصناعية، لاستخلاص مؤشرات عن الأماكن والأوقات الأكثر عرضة لظهور حالات سوء التغذية.

على عكس النماذج التقليدية التي تعتمد على البيانات التاريخية فقط، فإن هذا النموذج يدمج البيانات الزراعية والبيانات المناخية لتقديم تصور شامل، وبلغت دقته 89% للتنبؤ الشهري و86% للتنبؤات الممتدة لستة أشهر.

تحسينات جوهرية في دقة التنبؤ

أشارت فيرجسون إلى أن الأداة تمثل تحسناً كبيراً مقارنة بالنماذج التقليدية، إذ تسمح بالتقاط علاقات معقدة بين مجموعة من المتغيرات البيئية والصحية، ما يسهم في تحليل أعمق لمسببات سوء التغذية وتوقعها بدقة أكبر.

كما يمكن للنموذج أن يدمج بيانات إضافية، مثل مؤشرات الغطاء النباتي المأخوذة من الأقمار الصناعية، ما يساعد في رصد مصادر الغذاء المحتملة والتغيرات الموسمية.

إمكانية التوسع في 125 دولة

بفضل النجاح الذي تحقق في كينيا، يأمل الباحثون في توسيع نطاق استخدام الأداة لتشمل نحو 125 دولة تعتمد على نظام DHIS2 لإدارة البيانات الصحية، وخاصة 80 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث لا يزال سوء التغذية السبب الرئيسي في وفيات الأطفال دون سن الخامسة، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وأكد الفريق البحثي أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في هذا المجال يفتح آفاقًا جديدة لفهم العوامل المتداخلة التي تؤدي إلى سوء التغذية، وتقديم حلول وقائية أكثر فعالية.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1260

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *