عين اصطناعية تعمل بالذكاء الاصطناعي وتولد طاقتها ذاتيًا.. هل اقتربنا من محاكاة الرؤية البشرية؟

في تطور مذهل يقرّب الإنسان أكثر من مستقبل تكنولوجي مستوحى من أفلام الخيال العلمي، أعلن علماء يابانيون عن ابتكار عين اصطناعية ذكية، تعمل بالطاقة الشمسية وتتمتع بقدرة على تمييز الألوان والحركة بدقة فائقة، في خطوة قد تمهد لتحول جذري في عالم الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية.

تشبه أفلام «المدمر» ولكن بلا رعب!

قد تذكّرك هذه التقنية برؤية الروبوتات في أفلام مثل The Terminator أو Star Wars، لكن الحقيقة أن ما تم تحقيقه لا يعني اقتراب نهاية العالم، بل هو إنجاز علمي مبهر يخدم البشرية في مجالات متعددة.

كيف تعمل العين الذكية الجديدة؟

المفتاح في هذا الابتكار هو ما يُعرف بـ المشبك العصبي الصناعي، الذي يحاكي الطريقة التي تتواصل بها الخلايا العصبية في الدماغ، ولكن من دون تدخل بيولوجي.
يعتمد الجهاز على مواد عضوية أو شبه موصلة مثل السيليكون جيرمانيوم، قادرة على تمرير الأيونات من خلال قنوات دقيقة، ما يسمح له بتخزين المعلومات ومعالجتها بطريقة تشبه الدماغ البشري.

عند تطبيق جهد كهربائي، يتغير سلوك المشبك ويبدأ في العمل كما لو كان خلية عصبية حقيقية، ما يجعل العين قادرة على التفاعل مع البيئة المحيطة.

دقة عالية في التعرف إلى الألوان

وفقًا لدراسة منشورة في Nature Communications، فإن العين الاصطناعية تتمتع بحساسية عالية جدًا للضوء، وتستطيع اكتشاف الألوان الأساسية (الأحمر، الأخضر، الأزرق) عند مستويات منخفضة من الإضاءة:

  • الأحمر عند 400 ميكرواط
  • الأخضر عند 107 ميكرواط
  • الأزرق عند 8.59 ميكرواط

كما تتمكن من إعادة بناء أنماط لونية معقدة بدقة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يجعلها مناسبة للتطبيقات التي تتطلب تمييزًا بصريًا متقدمًا.

ماذا تعني “الرؤية البيولوجية” للذكاء الاصطناعي؟

الرؤية البيولوجية تُستوحى من آليات عمل العين والدماغ البشري، وتمنح الآلات والبرمجيات قدرة على:

  • التعرف على الأشكال والألوان بدقة
  • التكيف مع مختلف ظروف الإضاءة
  • فهم العمق والأبعاد
  • اتخاذ قرارات ذكية شبيهة بالبشر

تطبيقات واعدة في مختلف المجالات

  1. المركبات ذاتية القيادة
    • تمييز المشاة والحيوانات والعوائق المفاجئة
    • التأقلم مع ظروف الطقس والرؤية المحدودة
    • فهم الإشارات وحركات السيارات الأخرى بدقة
  2. الملاحة الذكية
    • تحليل البيئة المحيطة باستمرار
    • اتخاذ قرارات ملاحية أكثر دقة وسلاسة
  3. الأجهزة الذكية والهواتف
    • تركيز تلقائي على الأجسام المتحركة
    • ضبط الإضاءة وتوازن الألوان بدقة
  4. الروبوتات المنزلية والتمريضية
    • التعرف على الأشخاص والتفاعل معهم بصريًا
    • التنقل الآمن داخل المنزل
  5. أنظمة الأمن والمراقبة
    • التمييز بين الأشخاص والتهديدات المحتملة
    • تقليل الإنذارات الكاذبة باستخدام خوارزميات تعلم متقدمة

خطوة نحو مستقبل تكنولوجي يشبه الإنسان

رغم أن الطريق لا يزال طويلاً للوصول إلى عين صناعية تحاكي العين البشرية تمامًا، فإن هذا الابتكار الياباني يمثّل نقلة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا البصرية، ويمنح لمحة واضحة عن أجهزة المستقبل، التي لن تكتفي بالرؤية فقط، بل ستفهم وتفكر وتستجيب كما يفعل الإنسان.

هل ستكون هذه العين الذكية بوابة لتكنولوجيا تفكر وترى مثل البشر؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1260

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *