تحدث سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي OpenAI، عن أبرز التحديات الأخلاقية التي تواجه شركته وروبوت الدردشة شات جي بي تي، كما كشف عن تأثير هذه المسؤوليات على حياته الشخصية ونومه.
أسباب قلق ألتمان: من القرارات الكبرى إلى التفاصيل الصغيرة
في مقابلة مع تاكر كارلسون، مذيع قناة “فوكس نيوز” السابق، كشف ألتمان أن القلق بشأن “شات جي بي تي” يؤثر على نومه بشكل كبير، قائلاً:
“لا أنام جيدًا في الليل بسبب المسؤوليات العديدة، وربما لا شيء أثقل من حقيقة أن مئات الملايين من الناس يتحدثون إلى نموذجنا يوميًا”.
وأوضح ألتمان أن ما يزعجه ليس بالضرورة القرارات الكبرى، بل القرارات الصغيرة جدًا التي تتعلق بسلوك شات جي بي تي، والتي قد يكون لها تداعيات كبيرة على المستخدمين.
التحدي الأخطر: كيفية تعامل “شات جي بي تي” مع الانتحار
أوضح ألتمان أن أصعب المعضلات الأخلاقية التي تواجه OpenAI هي كيفية تعامل شات جي بي تي مع موضوعات الانتحار، خاصة بعد رفع عائلة دعوى قضائية تتهم روبوت الدردشة بالمساهمة في انتحار ابنهم المراهق.
وقال ألتمان:
“ربما تحدثوا عن الانتحار، وربما لم ننقذ حياتهم. ربما كان بإمكاننا قول شيء أفضل. ربما كان بإمكاننا تقديم نصيحة أكثر استباقية مثل: عليك الحصول على مساعدة”.
كما أكدت الشركة في مدونتها أنها تعمل على تحسين قدرة شات جي بي تي على التعامل مع المواقف الحساسة لحماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.
تحديد أخلاقيات شات جي بي تي: بين الفلسفة والتكنولوجيا
تطرق ألتمان إلى الأطر الأخلاقية التي تحدد سلوك شات جي بي تي، مشيرًا إلى أن النموذج الأساسي مدرّب على الخبرة والمعرفة البشرية، لكن الشركة تقوم بمواءمة سلوكيات محددة وتحديد الأسئلة التي لن يجيب عليها.
وقال ألتمان:
“استشرنا مئات الفلاسفة والخبراء في أخلاقيات التكنولوجيا لتحديد إطار سلوك شات جي بي تي”.
كمثال، تم تحديد منع الإجابة على أسئلة تتعلق بصناعة الأسلحة البيولوجية حفاظًا على مصلحة المجتمع، رغم الاعتراف بأن الشركة لا تستطيع حل كل شيء بمفردها وتحتاج لمساهمة المجتمع العالمي في اتخاذ مثل هذه القرارات.
وتسلط تصريحات سام ألتمان الضوء على المسؤوليات الأخلاقية المعقدة التي تتحملها شركات الذكاء الاصطناعي، وخصوصًا عند تطوير روبوتات الدردشة التي يتفاعل معها ملايين المستخدمين يوميًا، وما ينتج عن ذلك من تحديات قد تؤثر على حياة الناس اليومية ونوم المدير التنفيذي نفسه.
